ثار جدل حول التحالف بين حزب "الدستور" مع "المصرى الديمقراطى" و"مصر الحرية"، ففيما اعتبره البعض يهدف لمواجهة الإسلاميين، لكنهم لن يقدموا شيئا جديدا للشارع فى حال فوزهم، دق آخرون ناقوس الخطر معتبرين أن تحالفهم يهدد القوى الإسلامية وتبشر بهزيمتهم هزيمة ساحقة إذا لم يسعوا للاتحاد. وقال فهمى عبده عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب "الحرية والعدالة"، إنه من المتوقع فشل جميع التنسيقات والتحالفات الانتخابية التى تقوم بها التيارات الليبرالية والعلمانية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، مرجعا ذلك الفشل إلى أن هذه القوى لا تتحالف على برنامج يتوحدون خلفه لخوض الانتخابات ولكنهم يتحالفون فى المقام الأول للوقوف ضد التيار الإسلامى، مشيرا إلى أنهم قبيل الانتخابات مباشرة سوف يتنازعون على من سيكون له النصيب الأكبر فى المقاعد التى يريدون الترشح عليها، وبالتالى سوف تفشل هذه التحالفات. وأضاف أن أهم العوامل التى ستضعف التحالفات الانتخابية لليبراليين والعلمانيين ضد الإسلاميين هى أداء الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية وقراراته الإيجابية التى اتخذها منذ توليه حكم البلاد والتى ستكون عاملا أساسيا فى رفع شعبية الأحزاب الإسلامية خصوصا حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وأوضح عبده أن تكتل التيار العلمانى وتحالفه سيزيد من شعبية التيار الإسلامى، مرجعا ذلك "أن المواطن المصرى يعى تماما من خلال مرجعيته الإسلامية أن هذه الأحزاب تتحالف ضد التيار الإسلامى فقط وليس من أجل تقديم برنامج يعود بالنفع عليه وهو ما سيدفعه لاختيار الإسلاميين". وأشار إلى أن نسبة التيار الإسلامى فى البرلمان القادم لن تقل عن 75%، مؤكدا أنه لو حدث اتحاد بين الإسلاميين فسوف يتم تعزيز هذه النسبة. وأعلن عبده أن حزب الحرية والعدالة يرحب بالتنسيق مع الأحزاب الإسلامية سواء حزب النور أو حزب الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أو غيرهما، مؤكدا أن سياسة "الحرية والعدالة" هى سياسة لم الشمل، ضاربا المثل بانتخابات النقابات والتى تعد خير دليل على ذلك، حيث كانت قائمة الحرية والعدالة بها جميع التيارات سواء الإسلامية أو غيرها. وأكد أنه لو طالب حزب المصريين الأحرار بالتنسيق مع حزب الحرية والعدالة سنرحب بذلك، مشيرا إلى أن هدف الحزب الأساسى هو المرور بسفينة الوطن إلى بر الآمان. فيما أشار على نجم عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور إلى أن كل حزب له آلياته فى التواصل مع الجماهير، مؤكدا أن الأحزاب الكبرى مثل النور والحرية والعدالة لها تواجدها ودورها الفعال فى الشارع المصرى الذى يشعر به المواطن وبالتالى ف"نحن واثقون من شعبيتنا لدى الشارع". وعن إمكانية التنسيق والتحالف الانتخابى بين حزب النور وحزب الحرية والعدالة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد نجم أنه إذا رأت الهيئة العليا للحزب أنه سوف يكون هناك مصلحة من هذا التحالف، فسوف يقوم بذلك، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤخذ بقرار جماعى من الهيئة العليا للحزب. أما عامر عبد الرحيم عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب البناء والتنمية فقال إن هذه التحالفات لن تؤثر كثيرا على الإسلاميين، مشيراً إلى أن تعدد الأحزاب الإسلامية فى البرلمان أمر مفيد. وأضاف عبدالرحيم: نتوقع زيادة الحصة الإسلامية فى البرلمان الجديد، مؤكدا أن حزب البناء والتنمية على استعداد للتحالف مع الحرية والعدالة أو النور وإن لم يتم التحالف ف"البناء والتنمية" جاهز بقوائم ينافس فيها على جميع الدوائر على مستوى الجمهورية، موضحا أن الأقرب للحدوث أن يتحالف الحزب مع من يحقق مصلحته والمصلحة العامة، مفيداً بأن الجماعة الإسلامية معروفة بالتنازل عن حقوقها فى مواقف كثيرة من أجل المصلحة العامة. وفى المقابل، قال اللواء عادل عفيفى رئيس حزب الأصالة وعضو مجلس الشعب المنحل إن تحالف الليبراليين وتوحدهم سيؤثر على الإسلاميين بما لا يدع مجالا للشك، مؤكداً أن الإسلاميين إن لم يتحدوا فسوف يهزموا هزيمة كبيرة". وشدد عفيفى على أن حزب الأصالة لديه الرغبة فى التحالف مع أى فصيل إسلامى من أجل مصلحة الإسلام والشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن حزب الحرية والعدالة يعد هو الحزب الإسلامى الوحيد القادر على لم شمل الأحزاب والفصائل الإسلامية وقيادتها فى الفترة المقبلة كالأخ الأكبر. وأوضح عفيفى أن الليبراليين سوف يسيطرون على المشهد السياسى ومجلس الشعب إذا لم يتوحد الإسلاميون فى القريب العاجل راجياً ألا تقل نسبة الإسلاميين فى البرلمان القادم عن النسبة السابقة.