بعد ساعات من دفن يوليوس قيصر عمت الاضطرابات فى روما التى كان يسكنها أكثر من مليون شخص، وأصبحت روما فى خطر لوقوعها أسيرة الفوضى، فحشد أنطونيو قواته وسحق آخر مؤيدى الجمهورية القديمة، ثم اتفق أوكتافيو وأنطونيو على تقسيم الجمهورية إلى جزأين يجعل أنطونيو من أثينا عاصمة له فيسيطر على المحافظات الشرقية فى حين يسيطر أوكتافيو على المحافظات الغربية ومدينة روما، مع وصول أوكتافيو إلى روما أمل أبناؤها بأن يعم السلام أخيرًا هناك بعد أن تنسى المدينة عملية قتل القيصر. إلا أن العاصفة التى هبت بين أوكتافيو وأنطونيو منذ قراءة وصية يوليوس قيصر كانت على وشك الانفجار، وقد جاءت الشرارة الأولى من حضارة مصر القديمة وملكتها اللامعة والطموحة "كليوباترا" التى كانت يومًا خليلة ليوليوس قيصر، أما اليوم فقد أصبحت حاكمة ناجحة بأمر من نفسها. عندما كانت مصر تحت سلطة الرومان كانت روما تشعر بالأمان، فهى التى تمده بالقمح والغذاء، أما اليوم فقد جلس الأمير الصغير "قيصريون" ابن كليوباترا من يوليوس قيصر إلى جانبها على عرش مصر. من خلال قيصرون كانت تطالب بلقب وسلطة القيصر، طالما بقيت كليوباترا على قيد الحياة كان هناك تهديد جدى لسلطات أنطونيو وأوكتافيو فى أثيناوروما على التوالى، وجد أنطونيو فرصة سانحة لاستخدام كليوباترا فى مصلحته فالتقيا فى مركب وكان لهذا اللقاء أثر كبير فى عالم الرومان، وجدت كليوباترا نفسها تنشئ سلالة إغريقية رومانية جديدة تعيد فيها بناء إمبراطورية الإسكندر والفراعنة. اعتقد أنطونيو أن علاقته مع كليوباترا ستمنحه قوة أكبر للمطالبة بلقب وسلالة القيصر. كان أوكتاڤيو يستخدم تحالف أنطونيو الجديد كذريعة لإعلان الحرب، فبادر بالسعى لإزالة الدعم عن أنطونيو عبر حملة إعلامية أثيمة عززت خوف روما القديم من مصر، وبعد أسابيع كانت حشود الناس تدعوه لإعلان الحرب على مصر. أوكتاڤيو كان بحاجة إلى أسطول يتناسب مع أسطول أنطونيو وكليوباترا، وكانت مصر فى هذا الحين تعرف بأنها صاحبة واحد من أهم حضارات بناء السفن. وكانت سفن كليوپاترا ومارك أنطونيو فى معظمها خماسية المجاديف ضخمة، وقوادس ضخمة بناطحات هائلة زنة كل ناطح نحو 3 أطنان، ومقدمات القوادس كانت مصفحة بصفائح البرونز وأجذاع شجر مقطعة بشكل مربع, مما يجعل من الصعوبة أن تنطحهم بنجاح ناطحات مشابهة. التقى الأسطولان خارج خليج صبيحة مثل هذا اليوم عام 31 ق.م ، وكان مارك أنطونيو يقود 230 سفينة حربية خلال المضايق متجهًا للبحر الواسع، وهناك قابل أسطول أوكتاڤيو, ولسوء حظ أنطونيو فالعديد من سفنه كان ينقصها الرجال بسبب تفشى وباء الملاريا بين قواته. وما أن رأى أن سير المعركة يسير فى غير صالح أنطونيو, انسحب أسطول كليوپاترا إلى عرض البحر بدون مشاركة، وقد انسحب مارك أنطونيو إلى سفينة أصغر ونجح فى الفرار من المعركة, وانقض أوكتافيو على باقى أسطول أنطونيو فقضى عليه، وحقق نصرًا باهرًا، حاز بعده على لقب (أوغسطس) ومعناها العظيم.