نقلت مجلة الخليج العربى مقالاً للكاتب السعودى - ابن أمى عائشة - محمد الرطيان, بعنوان: "مصر التى كانت وعادت" قرأت المقال, فوقفت أصفق, يا ألله: ما زال بيننا من يملك لغة المحبة, يحبنا ونحبه, ويحب حرمَيه، أهرامتنا الثلاثة, ويغرينى بالاقتباس دونما احتراس, ويدعونى لأقول له: "أهوه أنت". نعم هو أنت الجميل, ويقول الرائع عن رائعته مصر, التى هى رائعتنا: "أنا رجل أعشق مصر.. النيل لا ينتظرك لتذهب إليه، لو فتحت أى شباك فى أى بيت عربى سترى النيل يجرى: أغنيات ومواويل وقصائد وهدير وصهيل وحكايات مجد ووجد ونخيل.. لا يحتاج العربى أن يذهب إلى مصر.. مصر تأتى إليه فى عقر داره, من منّا لم يُصب بوجع الشجن المنبعث من نايها وكمانها؟.. من منّا لم يقرأ كتاباً خطّته يد أحد مبدعيها؟ من منّا لم يعلمه أحد مدرسيها؟.. هى مصر.. لها وجودها فى ذاكرتنا، ولها جودها فى أحلامنا.. ويكفى مصر أن تقول: يقول التاريخ: لم يقف فى وجه التتار - ويهزمهم - إلا رجالها.. يقول التاريخ: كم أعشق "الجغرافيا" التى شكّلتها! يا ألله لقد بكيت, ومن زمن ما بكيتُ على غير حالى وأحوالنا, فإذا أنا أبكى طربًا برطيان الحجاز الغرد. يعشق الرطيان مثلى أمل دنقل ونجيب محفوظ ومولانا العقاد, وثلاثتهم ليسوا من الإخوان المسلمين, كما أنا والرطيان السعودى لسنا من الإخوان, ولكننا مسلمون ندعو بتوفيق "مرسى", لأن فى توفيقه توفيقًا للجميع, وتوقيفا لكل السفهاء اللاطمين على البقيع, الذين ينكرون فضل مصر, كما يفكرون فى إيذائها والخليج. مصر لنا ولكم, ومصرنا مصركم, وحرمكم حرمنا, وقبرُ خير من دفنت بالقاع أعظمه عطرنا وطيبكم, وقدرنا وقدركم, لكم المحبة ولنا وجد محبة زيارة قبر زوج عائشة البتول / كذب الدعى بما يقول / فى حقها ما لا يجب.. فيا ابن الحرمين ويا كل أبناء الخليج, مصر هى الشام، هى الحجاز، هى تاريخ العزة, وعزة الجغرافيا.. نامت طويلاً، وحان موعد الفجر.. مصر التى نحبها قادمة.. فاستعدوا لاستقبالها. يا كل أبناء الخليج: من سبكم غرم, من فكر فى إيذائكم أمامه خرط القتاد حتى يبلغ الهرم. ويا كل أهل مصر, هذا المقال يمسح عنا همومًا أحدثتها تغريدات جوفاء لا تمثل سعوديًا ولا قطريًا ولا كويتيًا ولا حتى إماراتيًا. فلنا منا.. وإلينا.. وعلينا.. وبنا المحبة. فازرعوا لها بالقلوب تسعين مليون حبة. [email protected]