ردت دار الإفتاء المصرية على حملات الهجوم التي تتعرض لها، إثر فتواها الأخيرة بتحريم ختان الإناث، مطالبة منتقديها أن "يتقوا الله" وألا يفتوا بدون علم. وقالت "الإفتاء"، في منشور لها عبر صفحتها على موقع "فيس بوك"، "من يحتجون على الفتاوى التي يتم نشرها على الصفحة ويردون بفتاوى أخرى ويظنون أنهم أعلم بأمور الدين، فنوصي هؤلاء بتقوى الله في أمة الإسلام". وأكدت "الإفتاء" أن العلماء نصوا على أنَّ الماهر في علم الأصول أو الخلاف أو علوم العربية- دون الفقه- يحرم عليه الفتيا لنفسه ولغيره؛ لأنه لا يستقل بمعرفة حكم الواقعة من أصول الاجتهاد؛ لقصور آلته، ولا من مذهب إمامٍ؛ لعدم حفظه وإطلاعه عليه على الوجه المعتبر، فلا يحتج بقوله في ذلك، وينعقد الإجماع دونه على أصح المذهبين. وتساءلت "كيف بمن كان مقصِّرا في هذه العلوم الأساسية، فضلا عن قصوره في معرفة الفقه، كما هو حال أكثر من يعلق وينقل ويفتي بغير علم". وفى وقت سابق قالت دار الإفتاء فى منشور لها إن قرار "منع ختان الإناث" غير مخالفة للشريعة الإسلامية، مشيرة إلى أن تلك القضية دينية تعبدية في أصلها كما يظن البعض وإنما هي عادة انتشرت بين دول حوض النيل قديما، فكان المصريون القدماء يختنون الإناث، وقد انتقلت هذه العادة إلى بعض العرب، كما كان في المدينةالمنورة، أما في مكة فلم تكن هذه العادة منتشرة. وأكدت أنه لم يرد نص شرعي يأمر المسلمين بأن يختنوا بناتهم، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يختن بناته الكرام عليهن السلام، فكان استمرار تلك العادة من باب المباح، حتى قرر الأطباء أن ختان الإناث له أضرار خطيرة قد تصل إلى الموت، فحرم الشرع ختان الإناث لهذا الضرر. وتعرضت دار الإفتاء المصرية لهجوم حاد من قبل بعض متابعيها على "فيس بوك"، إثر تلك الفتوى، حيث قال أحدهم: "حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم اكفنا شر المنافقين المتاجرين بالدين وماذا عن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام اخفضي ولا تنهكي"، فيما قال آخر: "الدين فقط في الأزهر حسبنا الله ونعم الوكيل أين كان الأزهر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أينعم الأزهر مؤسسة لها قيمتها ولكن إن خالف النص فهذا لا يلزمني. إلي الله المشتكى". وصل الأمر إلى أن الدعوة لمخالفة دار الإفتاء والخروج عنها حيث قال آخر: "لا سمع لكم فانتم تخالفون الصحيح وقد رد عليكم من كفانا مؤنتكم وموقعكم لن أتعامل معه فالحظر واجب".