«التعليم» تتوعد المسربين وتبدأ تحقيقًا موسعًا لمعاقبة المسئولين «تعليم البرلمان»: التسريبات هدفها عدم نجاح النظام التعليمى الجديد خبراء: يجب أن تكون طباعة الامتحانات على المستوى المركزى وليس على مستوى الإدارات التعليمية تحقيق: مصطفى صابر وحسن علام لأول مرة في تاريخ وزارة التربية والتعليم، سمحت الوزارة للطلاب بالصف الأول الثانوي في امتحانات الفصل الدراسي الأول هذا العام، باصطحاب الكتاب المدرسي داخل لجان الامتحانات؛ وفقًا لنظام «open book»، حيث تهدف الامتحانات التي تم وضعها بنظام بنوك الأسئلة بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، قياس الفهم والاستيعاب عند الطلاب وليس قياس الحفظ والتلقين. ورغم تطبيق وزارة التربية والتعليم، نظام التعليم الجديد الذي يعتمد على امتحانات "open book" "الكتاب المفتوح"، إلا أنه تم تسريب بعض مواد الامتحانات للصف الأول الثانوي، في مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون الذين أشادوا بالنظام التعليمي الجديد وقدرته على إصلاح العملية التعليمية في مصر. من جانبهم، أكد خبراء التعليم، أن التسريب هذا العام أخطر من الأعوام السابقة؛ لأنه في الأعوام السابقة كان الهدف من تسريب الامتحانات هو الحصول على مكاسب مادية أو أخذ درجات زيادة، أما هذا العام فهدفه إفشال المنظومة التعليمية الجديد، وعدم نجاحها، وأنه لابد من اتخاذ خطوات رادعة ضد من قام بالتسريب. وأكد الخبراء، أنه رغم وجود تلك السلبيات إلا أن هناك العديد من الإيجابيات في المنظومة الجديدة, وذلك باعتراف الطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم, بعدم استخدام الكتاب والاستفادة منه بنسبة قليلة, وأن تغيير طريقة الامتحانات واعتمادها على الفهم يعتبر نجاحًا, مؤكدين أن أولياء الأمور اعترفوا بأنهم لم يستفيدوا من الدروس الخصوصية، وهذه أول خطوة للحد من الدروس الخصوصية ومحاربتها. وفي إطار ذلك، رصدت "المصريون"، أسباب تسريب امتحانات الصف الأول الثانوي، مع تطبيق النظام التعليمي الجديد، ورأي الخبراء في ذلك. «التعليم» توضح آلية عمل امتحان open book أكدت وزارة التربية والتعليم، أنه لن يتم الأخذ بنتائج امتحان open book للصف الأول الثانوي، ولن يتم حساب مجموع درجات الصف الأول الثانوي لعام 2019 في المجموع التراكمي للثانوية العامة النهائي، ولن يكون لها أي تأثير في نجاح أو رسوب الطالب، ولكن الامتحان سيكون لتدريب الطالب على النظام الجديد وطريقة الامتحان، فهى فقط امتحانات تجريبية والهدف من ذلك هو تشجيع الطالب على الاهتمام بالتعلم والفهم بدلًا من الاهتمام فقط بدرجات الامتحانات. وقالت الوزارة، إن الامتحان لتقييم الطالب وتصعيده للصف الثاني الثانوي، فسوف يتم عمل امتحانين آخرين في آخر السنة الدراسية لإعطائه فرصتين، وسوف يتم حساب الدرجة الأعلى. وأصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تعليمات لجميع الإدارات التعليمية، توصي بالإشراف على أعمال تقدير درجات امتحانات أولى ثانوي داخل المدارس، مع التنبيه على تسجيل غياب الطلاب بدقة، وانتظام وتحرير استمارة غياب لكل طالب تخلف عن أداء الامتحان. ووجهت الوزارة، الإدارات التعليمية، بأن تهتم بموافاة الإدارة المركزية للتعليم الثانوي بتقرير إحصائي عن نسب الحضور الغياب للطلاب عن كل يوم امتحاني. من جانبه، أكد الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة تعمل على ترسيخ مبدأ الانتقال من ثقافة الدرجات إلى ثقافة التعلم، وتحرص على أن تخاطب الطلاب في الصف الأول الثانوي في التجربة الأولى في نظام التعليم الثانوي المعدل. وأضاف «شوقي»، في تصريحات له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن هذه أول مرة في التعليم المصري يكون هناك تدريب مثل هذا بلا درجات وكذلك أول مرة يكون هناك تطبيق لفكرة «الكتاب المفتوح». وأكد «شوقي»، أن امتحان open book يعكس «مستوى التعلم الحقيقي» وفهم العلوم المختلفة، وليس مستوى الحفظ أو القدرة على نقل المعلومة، «وإذا أدركنا الهدف لن نحتاج إلى كل هذه الأسئلة». وأشار «شوقي»، إلى أنه لا يوجد أي شيء يدعو للتوتر، دعونا نحاول معًا أن نستفيد من التجربة، وأن ننتقل لتعلم حقيقي يفيدنا في بناء مستقبل أفضل. «التعليم» تحقق فى التسريبات أعلنت وزارة التربية والتعليم، إجراءها تحقيقًا موسعًا في تسريب بعض امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الأول، حيث صرح الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بأن هناك تحقيقًا داخليًا يجرى فى الوزارة بشأن ما تردد عن تسريب بعض امتحانات لصف الأول الثانوي هذا العام. وأكد "شوقى"، أن الامتحانات الحالية للصف الأول الثانوي امتحانات "تدريبية" لن يتم احتساب درجاتها في المجموع الكلى، مشددًا على أنه لن تكون هناك أي احتمالات لأى نوع من أي تسريب فى الامتحانات الأساسية؛ لأنها ستكون إلكترونية من الألف إلى الياء. يشار إلى أنه يتم تسليم الامتحانات بعد إعدادها بصورة ورقية وإلكترونية بشكل مغلق وسري تمامًا إلى مديري التعليم الثانوي في المديريات التعليمية وعددها 27 مديرية، كما تتم طباعة الامتحانات في المديريات والإدارات. تجدر الإشارة إلى أن أسئلة الامتحانات بالنظام الجديد المعروفة ب"الكتاب المفتوح" غير تقليدية، ولا تتبع الأسلوب المباشر القديم، وهو ما يعني أن إجاباتها ليست موجودة نصًا في الكتاب، بل تعتمد على فهم الطالب والطالبة للمعلومة، وقدرته على التعامل معها بطرق مختلفة، كما أنه لا توجد إجابات نموذجية كتلك الموجودة في النظام القديم التقليدي القائم على الحفظ والتلقين. التسريب هذا العام أخطر من الأعوام السابقة من جانبها، قالت النائبة ماجدة نصر, عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب, إن التسريب هذا العام أخطر من الأعوام السابقة؛ لأنه في الأعوام السابقة كان الهدف من تسريب الامتحانات هو الحصول على مكاسب مادية أو أخذ درجات زيادة. وأضافت "نصر"، في تصريح ل"المصريون"، أن التسريب هذه المرة يختلف عن المرات السابقة, لأن الامتحانات ليس عليها أي درجات, ولكن الهدف منه إفشال النظام والمنظومة التعليمية الجديدة, وحدوث بلبلة وعدم الاستقرار. وتابعت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي, "أنه لابد من أن نعترف بأنه ما زال العديد من الفاسدين داخل منظومة التعليم, وعلى الوزير أن يأخذ إجراءات حاسمة لمحاسبتهم والتحقيق معهم, حتى يكونوا عبرة لغيرهم, موضحة أنه في السنوات الماضية تم القبض على العديد ممن قاموا بتسريب الامتحانات، وتم فرض عقوبة رادعة ضدهم. وأوضحت "نصر", أنها ستتقدم بطلب إحاطة الأسبوع المقبل, تطالب فيه بتغليظ العقوبة وفرض عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه تسريب أي امتحان. وأشارت "نصر"، إلى أنه رغم وجود تلك السلبيات, إلا أن هناك العديد من الإيجابيات في المنظومة الجديدة, وذلك باعتراف الطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم, بعدم استخدام الكتاب والاستفادة منه بنسبة قليلة, وأن تغيير طريقة الامتحانات واعتمادها على الفهم يعتبر نجاحًا, موضحة أن أولياء الأمور اعترفوا بأنهم لم يستفيدوا من الدروس الخصوصية، وهذه أول خطوة للحد من الدروس الخصوصية ومحاربتها. ولفتت عضو مجلس النواب إلى أنه عند تطبيق نظام "البوكلت", قلت التسريبات بنسبة كبيرة, ولكن كانت هناك بعض حالات الغش ما تزال موجودة. التجربة التعليمية الجديدة لم تحقق النجاح المطلوب في السياق ذاته، قالت بثينة عبد الرءوف، الخبيرة التربوية، إن قيام وزارة التربية والتعليم بتوزيع الامتحانات على جميع الإدارات التعليمية, لكي تقوم بطباعة الامتحانات, لعدم وجود ميزانية في الوزارة لطبع الامتحانات من الممكن قد أدى ذلك إلى تسريب بعض الامتحانات. وأضافت الخبيرة التربوية في تصريح ل"المصريون"، أن الإدارات التعليمية بعد أن وزع عليها الامتحانات, واجهت نفس المشكلة التي واجهتها الوزارة, وهي عدم وجود ميزانية وورق لطبع الامتحانات, حتى أنها اضطرت إلى توزيع الامتحانات على المدارس الخاصة لكي تقوم بطباعتها. وأشارت "عبد الرءوف"، إلى أن التجربة التعليمية الجديدة لم تحقق النجاح المطلوب لعدم التدريب الجيد علي النظام الجديد, موضحة أن التسريب هذه العام يختلف عن الأعوام السابقة التي تم فيها تسريب الامتحانات الأعوام الماضية؛ لأن هذه العام التسريب قد تم في ظل تطبيق نظام تعليمي جديد، وهي مفاجأة غير متوقعة. وعن كيفية مواجهة التسريبات المتكررة كل عام، قالت الخبيرة التربوية, إنه لابد أن يكون تصوير الامتحانات مركزيًا, وليس في الإدارات التعليمية لأن هذه مشكلة متكررة وليست حديثة.