لا تعارض مع المواثيق الدولية، خاصة أنها سوف تستخدم فى الأغراض السلمية، هكذا علق عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين إعلان رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى أن مصر ستعاود فتح ملف الطاقة النووية مرة أخرى بهدف توفير طاقة نظيفة للبلاد، مؤكدين أن مصر بحاجة للبدء فى تنفيذ مشروعها النووى، الذي كان مقررًا تدشينه في منتصف الثمانينيات. اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير الاستراتيجى، قال: لا يستطيع أحد منع مصر من الحصول على الطاقة النووية التى تستخدم فى الأغراض السلمية، مشيرًا إلى أن المشروع النووى المصرى هو مطلب حتمى قد تأخر كثيراً. وأوضح أن مصر كانت سباقة فى المجال النووى فالزعيم الراحل عبد الناصر بدأ فى المشروع النووى فى ستينيات القرن الماضى إلا أن العدوان الثلاثى ونكسة 1967 أجهضاه، وكاد الرئيس الراحل أنور السادات يحييه لولا ضغوط الولاياتالمتحدة عليه، واستكمل الرئيس المخلوع حسنى مبارك مسيرة القضاء على الحلم النووى المصرى إرضاءً لأمريكا وإسرائيل بحجة التخوف من الأمن النووى بعد كارثة مفاعل تشرنوبل 1986. وأشار إلى أن موقع مصر الاستراتيجى بالإضافة إلى توقيعها على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية يمكنها من الحصول على الطاقة النووية السلمية وإحياء الحلم النووى المصرى مرة أخرى، موضحًا أن المشروع فى حاجة إلى إرادة سياسية وطنية فقط. واعتبر أن مِن مصلحة إسرائيل ألا تضع مصر رجليها على طريق الطاقة النووية، مشددًا على نجاح المشروع المصرى إذا توافرت الإرادة السياسية لدى القيادة الجديدة للبلاد برئاسة الرئيس محمد مرسى. من جهته، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجى، إن إسرائيل والولاياتالمتحدة لا تشجعان على دخول مصر المجال النووى وإن كان سلميًا، مضيفًا أن هناك عناصر داخلية فى البلاد لا ترحب بالمشروع ولا تشجع على إتمامه. ورأى أن المشروع النووى حق أصيل لمصر، موضحًا أن سعيها لإنشاء مفاعلات نووية لا تتعارض مع نصوص معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأكد مسلم أن الرئيس المخلوع حسنى مبارك عطل مشروع مصر النووى تخوفاً من عدم وجود أمان نووى، لكن الإدارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد مرسى لديها الإرادة السياسية والشعبية لإتمام الحلم المصرى.واستبعد احتمالية توجيه إسرائيل ضربة عسكرية للمفاعل المصرى فى حالة إتمام إنشائه، مؤكدًا قدرة مصر على حصولها على التأييد الدولى للحصول على التكنولوجية النووية السلمية. بينما رأى الدكتور عمرو الشوبكى، الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية ب "الأهرام"، أن تصريحات الرئيس محمد مرسى بشأن إعادة إحياء البرنامج النووى المصرى هى ردٌ على المطالب الشعبية المنادية بذلك. وقال إن البرنامج النووى سوف يعمل على إنتاج طاقة سلمية بعيدًا عن الأغراض العسكرية، خاصة فى ظل مرور البلاد بأزمات متتالية فى الطاقة الكهربية تستدعى التحرك جدياً فى إتمام هذا المشروع لإنتاج الطاقة الكهربية. وأكد الشوبكى أن إسرائيل وأى دول أخرى لا تستطيع الوقوف حائلاً دون إتمام المشروع النووى المصرى لسلمية أغراضه، وأن مصر تستطيع الدفاع عنه على المستوى الدولى، مشيرًا إلى أن الدولة خلال الفترة الحالية لا تستطيع إنشاء مشروع نووى للأغراض العسكرية حتى لا تقحم نفسها فى نزاعات على المستوى الدولى فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد.