أكد العالم مرة أخري ثقته في مصر خلال مؤتمر باريس الدولي للطاقة النووية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين أكدت مختلف الدول حرصها علي التعاون مع برنامج مصر النووي لاستخدام الطاقة الذرية في الاغراض السلمية.. ورغم ان مصر كانت من أولي الدول التي اهتمت بالأنشطة النووية والطاقة الذرية منذ عام 1955 إلا انها تأخرت كثيرا لأسباب خارجة عن ارادتها عن الانطلاق.. ولكن الحلم النووي السلمي المصري عاود الظهور بقوة مرة اخري عندما اعلن جمال مبارك الأمين المساعد للحزب الوطني أمين السياسات في مؤتمر الحزب الوطني الديمقراطي عام 2006 عن إعادة انطلاق البرنامج النووي المصري. القصة الكاملة للملف النووي المصري مليئة بالمشكلات و»المطبات الصناعية« التي كانت تصنعها بعض الدول في ذلك الوقت لتحول دون امتلاك مصر للتقنية النووية لكن إصرار المصريين علي حقهم في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية وثقة العالم في الرئيس حسني مبارك الذي يرفع لواء الحد من انتشار الاسلحة النووية كان لهما مفعول السحر وأصبحت كل دول العالم تسعي للتعاون مع البرنامج النووي المصري للاستفادة من الطاقة الذرية في الأغراض السلمية تعتبر التجربة النووية المصرية من اقدم التجارب في المنطقة حيث يرجع تاريخها الي خمسينات القرن الماضي.. وكان لمصر دور فعال في تنظيم استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية و علي الرغم من ان المشروع النووي المصري بدأ في نفس الوقت الذي بدأت فيه الهند واسرائيل نشاطها الذري الا انه تعرض في كثير من مراحله الي العديد من العقبات و احيانا المؤمرات... توقفت التجربة النووية المصرية لفترات ولكن في عام 2007 اتخذ الرئيس حسني مبارك قراره باحياء جهود مصر لاستخدام الطاقة النووية في الاغراض السلمية وقد تم الاعلان عن النية في اعادة إطلاق البرنامج النووي المصري مع بداية الالفية الثالثة الذي طال انتظاره ثم كان القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الرئيس مبارك اثناء افتتاحه محطة كهرباء شمال القاهرة عام 2007 بانطلاقة مصر للاستخدامات السلمية في مجال الطاقة الذرية. والحقيقة أن مصر من اوائل الدول التي دخلت عالم الذرة حيث كانت من المؤسسين و المشاركين في مؤتمر الاممالمتحدة للاستخدام السلمي للطاقة الذرية ب"جنيف" وفي عام 1955 تم تشكيل لجنة الطاقة الذرية برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لوضع الملامح الاساسية للاستخدامات السلمية للطاقة . وفي عام 1956 وقعت مصر عقد المفاعل النووي البحثي الاول بقدرة 2 ميجا وات و في العام التالي تقرر انشاء مؤسسة الطاقة الذرية كما اشتركت مصر عام 1957 كعضو مؤسس في الوكالة الدولية للطاقة الذرية و في 1961 افتتح عبد الناصر المفاعل النووي الاول في مدينة "انشاص" .