حذرت فرنسا وبريطانيا الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الخميس من أن التدخل العسكري لإقامة مناطق آمنة للمدنيين داخل البلاد، يجري بحثه رغم الجمود في مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية إنهاء الصراع المستمر منذ 17 شهرا. ويعني الجمود في المجلس بين القوى الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى أن من المستحيل فيما يبدو، التوصل إلى قرار يوافق على مثل هذا الإجراء، لكن يمكن للدول أن تتحرك خارج سلطة المنظمة العالمية وتتدخل مثلما حدث في كوسوفو عام 1999. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في مؤتمر صحفي بالأممالمتحدة قبل اجتماع وزراء خارجية الدول أعضاء مجلس الأمن، لبحث سبل تخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا: "لا نستبعد شيئا ولدينا خطط طوارئ لنطاق واسع من السيناريوهات". وأضاف "يجب أيضا أن نكون واضحين في أن إقامة منطقة آمنة تتطلب تدخلا عسكريا وهذا بالطبع شيء يجب بحثه بعناية شديدة". وحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي يحضر اجتماع الأممالمتحدة منذ الأربعاء، على حماية السوريين النازحين داخل بلدهم لكن الأسد رفض الحديث عن منطقة عازلة. وقال دبلوماسيون إن إنشاء منطقة عازلة للنازحين السوريين، سيكون صعبا لأن هذا يتطلب صدور قرار من مجلس الأمن بإنشاء منطقة حظر طيران لحماية المنطقة ولن توافق روسيا والصين على مثل هذا الإجراء. وهذه ليست المرة الأولى التي تسبب فيها روسيا صعوبات على الولاياتالمتحدة وحلفائها في مجلس الأمن. ففي التسعينيات أيدت موسكو بشدة صربيا في حروب البلقان وتصرفت كحامية لبلجراد في المجلس. وبعد فشل وجود الأممالمتحدة في وقف المذابح في حرب البوسنة في الفترة بين عامي 1992 و1995 أغضبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، روسيا بتجاوز مجلس الأمن الذي وصل لطريق مسدود واللجوء إلى حلف شمال الأطلسي لوقف الهجوم الصربي في كوسوفو بحملة قصف ضد صربيا في عام 1999. ومع تزايد انزلاق سوريا نحو حرب أهلية عرقلت روسيا والصين ثلاثة قرارات في مجلس الأمن تنتقد الأسد وتهدده بعقوبات. وكانت فرنسا الرئيس الدوري للمجلس في أغسطس، تأمل أن يتحد المجلس للتعامل مع نقص المساعدات الإنسانية وعقدت اجتماعا الخميس، حضره أيضا وزراء من تركيا ولبنان والأردن والعراق. وقال لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي في مؤتمر صحفي مشترك مع هيج: "إذا سقط الأسد سريعا، فيمكن أن تحدث إعادة الإعمار، لكن إذا استمر الصراع فيتعين علينا بحث حلول عديدة... يجب أن نكون واقعيين." لكن غياب وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا والصين عن الاجتماع، يسلط الضوء على فشل مجلس الأمن في إنهاء الصراع في سوريا الذي تقول الأممالمتحدة أنه أودى بحياة نحو 20 ألف شخص.