تل ابيب (رويترز) - قال قائد عسكري اسرائيلي كبير ان العالم يمكن ان ينزلق مرة اخرى الى حرب باردة بشأن سوريا وان هذه الدولة يمكن ان تنقسم الى جزئين أو ثلاثة أجزاء متحاربة مع تداعيات لا يمكن التنبوء بها في الشرق الاوسط. وقال هذا الاسبوع مشترطا عدم نشر اسمه "التأييد (للرئيس السوري بشار) الاسد من روسيا والصين يعيدنا الى الحرب الباردة." وأضاف "العالم ليس استعراضا يقدمه طرف واحد." واستطرد قائلا انه تدور بالفعل حرب اقليمية بالوكالة في سوريا بدعم مباشر يومي على الارض للاسد من حلفائه في ايران وحزب الله اللبناني المدجج بالسلاح. وتابع "يمكن ان تحدث فوضى حقيقية تستمر سنوات". وقال رئيس عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة يوم الثلاثاء ان الصراع الذي بدأ منذ 15 شهرا تصاعد الى حرب أهلية شاملة. وقتل مئات المدنيين والمعارضين وجنود الجيش والشرطة التابعين للاسد منذ وقف لاطلاق النار تم التوصل اليه قبل شهرين بهدف وقف اراقة الدماء. وأيدت روسيا والصين خطة الاممالمتحدة لارسال مراقبين عسكريين للتحقق من الالتزام بالهدنة لكنهما رفضتا بحث نداءات غربية تطالب بتفويض من مجلس الامن الدولي لاستخدام القوة بما في ذلك التدخل العسكري. وقال الغرب مرارا انه ليس لديه خطة للتدخل لكنه لم يستبعد ذلك. وقال المحلل التركي جان كساب اوغلو وهو حاليا زميل زائر لمركز ابحاث بيجن السادات "في سوريا تدور حرب بالوكالة حيث تقدم ايران أسلحة لزبونها من العلويين بينما تسلح تركيا بنشاط المعارضة." ويحصل الجيش السوري الحر المعارض على دعم دول سنية هي تركيا والسعودية وقطر وجميعها حلفاء لواشنطن. وتشير لقطات فيديو حديثة لهجمات ناجحة مذهلة دمرت دبابات سورية الى ان المعارضين ربما حصلوا على اسلحة حديثة مضادة للدبابات أكثر قوة من القذائف الصاروخية. وتقول واشنطن ان روسيا ربما ترسل طائرات هليكوبتر هجومية الى حليفتها سوريا. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس الثلاثاء ان مزاعم موسكو بأن ارسال شحنات الى سوريا ليس له علاقة بالصراع "غير صحيحة على الاطلاق". ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء عن بيع بلاده اسلحة لسوريا وهي حليف قوي لموسكو منذ عقود. وقالت واشنطن انها متمسكة بتصريحات كلينتون. وهذه التصريحات المتبادلة تذكر بالحرب الباردة عندما كانت الحروب التي تدور بالوكالة متكررة. وكانت القوى العظمى التي لا يمكنها المخاطرة بمواجهة مباشرة بالاسلحة النووية فيما بينها تتصارع من اجل الهيمنة بالتدخل الى جانب اطراف متحاربة في دول اخرى. ومنذ عام 1945 حتى انهيار الشيوعية السوفيتية عام 1989 دارت حروب بالوكالة في اليونان وكوريا وفيتنام ولبنان وافغانستان وانجولا وموزامبيق وكوبا والسلفادور ونيكاراجوا. وفي عالم ما بعد الحرب الباردة كانت امريكا القوة العظمى الوحيدة لكن مناطق النفوذ كانت موضع مراعاة. ولم تتحدى موسكو حلف شمال الاطلسي حين قصف التحالف الغربي صربيا حليفتها السابقة في عام 1999 بشأن الحرب الاهلية في كوسوفو او حين غزا الحلفاء الغربيون بقيادة واشنطن العراق عام 2003. وفي جمهورية جورجيا السوفيتية سابقا تمكنت روسيا من دعم حلفائها الانفصاليين عسكريا بنجاح دون التسبب في اندلاع حرب مع الولاياتالمتحدة. لكن في ليبيا العام الماضي صدمت موسكو بسبب التدخل العسكري من جانب حلف شمال الاطلسي بموجب تفويض من الاممالمتحدة تعتقد روسيا انه تجاوز الحدود التي وافقت عليها. وترى اسرائيل ان الحرب الاهلية السورية أصبحت جزءا من صراع من اجل الهيمنة في العالم العربي بين السنة والشيعة. وقال القائد العسكري الاسرائيلي "الشيعة يشكلون 20 في المئة فقط من المسلمين في العالم لكنهم أخذوا الزعامة من السنة." وأضاف "الاسد شاهد موت القذافي في ليبيا ومصير مبارك في مصر وهو يدرك انه ليس لديه خيار. وهو يعلم ان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستتعرض للذبح." وأضاف "اننا نعلم جميعا نهاية القصة. نحن فقط لا نعرف فصولها." واستطرد قائلا ان السؤال يتعلق بمن سينتزع زمام المبادرة في "بلد سايكس بيكو هذا" في اشارة الى انشاء القوتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا لسوريا بعد الحرب العالمية الاولى عبر ما بدا انه خطوط جغرافية اعتباطية تجاهلت الفروق القبلية والعرقية. وتابع "من الذي سيحل محل الاسد؟ هل سيكون كل هؤلاء الذين يحملون لقب دكتور في اوروبا (المجلس الوطني السوري في المنفى) ام سيكون تنظيم القاعدة؟" مضيفا ان السعودية تشعر بقلق بالغ. وقال "انها ليست دولة تضم أمة مثل ايران ومصر. يمكن ان تصبح دولتين أو ثلاث دول." واضاف ان مخاطر اندلاع حرب اقليمية واضحة فيما تواجه اسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط احتمال ان تصبح ايران عدوها اللدود دولة تمتلك سلاحا نوويا ويبحث الزعماء الاسرائيليون ما اذا كانوا سيحتاجون الى القيام بعمل عسكري في النهاية لمنعها. وقال انه يتعين على اسرائيل ان تكون مستعدة. وأضاف "كل شيء جاهز لحريق كبير كبير لكن لا نعلم ما الذي سيثير النيران. اننا لا نعلم من الذي سيشعل الثقاب."