لا يمكن وصف ما نراه من الاعلام المصرى هذه الأيام و ما يتم بثه من اكاذيب وافتراءات الا من خلال هاتين الآيتين من سورة البقرة "واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون، ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " ،هذا الاعلام فى عهد النظام السابق كان يتلقى الأوامر من أسياده وكان يسبح بحمد الطواغيت ليل نهار وفى الوقت الذى كان الفساد ينخر فى عظام مؤسسات الدولة كانت هذه الفضائيات مشغولة بفبركة قصص الدعارة والحديث عن فتيات الليل ،وعادت هذه الفضائيات بعد نجاح الثورة وبعد فشلهم فى تسويق مرشح الفلول والذى انحازوا له بكل قوتهم لنفس الأساليب القذرة بتوجيه من أصحاب هذه الفضائيات من أتباع النظام السابق وبتمويل مشبوه لاعلان الحرب على الاسلاميين بعد وصول رئيس ينتمى اليهم الى حكم مصر وراحوا يروجون الأكاذيب والشائعات والأخبار الملفقة التى تنال من شخص الرئيس وكانوا من قبل لا يجرؤ أحدهم على الاقتراب من عائلة مبارك رغم ما كان عليه من فساد ، فهل الهدف هو أشغال مؤسسة الرئاسة للتفرغ للدفاع عن نفسها وتكذيب هذه الاشاعات بدلا من حل الأزمات وتنفيذ برنامج المائة يوم وهل بات الهدف الأسمى لهؤلاء هو افشال الرئيس كراهية فى التيار الذى ينتمى له. ولهؤلاء الذين تجردوا من كل معانى الوطنية وشرف المهنة أسألهم أين مصلحة الوطن من الاصرار على ارهاب المواطنين وبث الرعب فى قلوبهم من الاسلاميين حتى باتت كل جريمة يقوم بها صاحب لحية تنسب مباشرة للاخوان أو السلفيين ولا أدرى ما علاقة اللحية بالدين ،أليس صلاح العنانى - الضيف الدائم لهالة سرحان - والذى اتهم الدكتور محمد مرسى بالعمالة والخيانة وطالبه ببجاحة يحسد عليها بأن يقدم دليل برائته من هذه التهمة ،أليس هذا قد أطلق لحيته رغم عدائه الشديد لكل الاسلاميين ،ألم يكن هذا الاعلام منذ أيام قليلة يصرخ هلعا على السياحة التى سوف تنهار بوصول الاسلاميين للحكم وهل ما يفعلونه الآن سوف يأتى بالسياح وهم يصورون مصر بأنها على وشك حرب أهلية وبأنها مأوى للارهابيين . من المستفيد من اسقاط الدولة واشاعة الفوضى والانفلات الأمنى سوى بلطجية أمن الدولة وفلول الوطنى ولماذا لا يظهر الاعلام رأى المثقفين المحترمين فى هذه الجرائم ولماذا يقتصر ضيوف هذه البرامج فقط على الحاقدين على الاسلاميين ،متى ستصل الثورة الى الاعلام والى الفضائيات والى الصحف ومتى سيصبح عندنا أقلام نظيفة تتعامل بشفافية ونزاهة مع عقول هذا الشعب الذى ضاق ذرعا ببرامج تشعل الحريقة ولا تعكس الحقيقة مهما حاول أصحابها ادعاء البطولة واذا كان هناك غياب لقانون يحاسب هؤلاء مع انعدام الضمير لديهم فلن يصبر الشعب أبدا على هؤلاء عندما يفتضح أمرهم وسوف يكون وقتها الحساب أقسى مما يتخيلون .