وصف سياسيون وخبراء أمنيون تعليق الحملة الأمنية فى سيناء "العملية نسر" واستمرار الحوار مع الجهاديين ب"الخطوة الهامة" على طريق إيجاد حلول للأزمة فى سيناء، موضحين أنه ليست حلاً جذريًا ونهائيًا، خاصة أن مشكلات سيناء لا تنتهى عند الجماعات المسلحة بل إن هناك تجار مخدرات وخارجين على القانون، كما أن أهالى سيناء فقدوا الثقة فى رجل الأمن نظرًا للتاريخ السيئ للنظام السابق فى التعامل معهم. وفى هذا السياق، أكد صلاح الدين كمال، عضو الهيئة لحزب الحرية والعدالة فى شمال سيناء، أن موضوع تعليق الحملة الأمنية فى سيناء "العملية نسر" أو عمل هدنة مع المسلحين ليس الحل الكافى، مشيرًا إلى أن الحل يكمن فى النظر إلى حل مشكلة سيناء من جميع الجوانب. وأضاف أن سيناء لا تعانى فقط من الجماعات الإرهابية بل تمتلئ أيضًا بتجار المخدرات والسلاح والخارجين على القانون، مطالبا أجهزة الدولة بتطهير سيناء بالكامل من كل هذه الأطياف وإيجاد حلول جذرية للمشاكل الأمنية. وشدد كمال على أن الحملة الأمنية بدأت بحوار شامل بين مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزير الدفاع ووزير الداخلية ومؤسسة الرئاسة وعدد من الرموز السياسية مع شيوخ وزعماء القبائل والعائلات فى سيناء، مشيرا إلى أنهم ساعدوا فى إنجاح الحملة بشكل كبير، مطالبًا فى الوقت ذاته بعدم توسيع نطاق العمليات الأمنية حتى لا تتوسع لاقتحام وتخريب البيوت وبالإضرار بأهالى سيناء كما كان يحدث فى عهد النظام البائد. وأكد على رفضه لأى هدنة أو حوار مع أى جهة يثبت تورطها فى عمليات إرهابية أو قتل لجنود الحدود، مشيرا إلى أن الحوار لابد أن يستمر مع أهالى سيناء لإيجاد حلول لمشاكلهم. بينما قال صلاح الدين حسن المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية إن توقف العمليات العسكرية فى سيناء ليست هدنة فهناك فرق بين الهدنة وتوقف العمليات والهدنة يتم الإعلان عنها من قبل رئاسة الجمهورية أو "قوات نسر" ولكن ما حدث أن نزار غراب القيادى بحزب النور ذهب للتفاوض مع الجماعات المسلحة بإذن من رئاسة الجمهورية، وقال إنه سيجلس مع شيوخ هذه الجماعات. ورحب حسن بتوقف العمليات العسكرية لأن هذه العمليات كانت توجه ضد المجموعات القائمة فى جبل الحلال التى تهاجم إسرائيل وهذه الجماعات سوف تتحول لمقاتلة للجيش المصرى إذا ما استمرت العمليات العسكرية ضدهم. واستبعد حسن أن يحقق غراب نتائج فعالة حيث إن العناصر التى ارتكبت عملية قتل الجنود المصريين مجهولة، بالإضافة إلى أن المجموعات المسلحة المختبئة ستخشى الحوار والإعلان عن نفسها، خوفاً من تتبعها وضربها بالطيران المصري، فضلا عن أن البيئة فى سيناء مكتظة بالأفكار المختلفة فمنهم جماعات جهادية وجماعات تكفيرية لا تحمل السلاح وجماعات تكفيرية تحمل السلاح مثل الذين ارتكبوا أحداث طابا ودهب وتفجير خطوط الغاز، والجميع على وشك حمل السلاح فأى من الجماعات سيتم حوارها، مشيرا إلى أن الجماعات التكفيرية تكفر غراب ومن معه ولا تعترف به. وطالب حسن باستمرار الحوار والنقاش، حيث إن العداء لرجال الشرطة والجيش متأصل فى بعض أبناء سيناء قبل أن يكون متأصلاً فى هذه الجماعات المسلحة، نظراً لما عانوه من تهميش وتضييق عليهم وسيناء كانت تعتبر خارج نطاق الدولة ولابد من مد الجسور لأن الجماعات التى تستهدف إسرائيل ستضع مصر فى وضع حرج أمام إسرائيل وأمريكا عاجلاً أم آجلاً. وفى نفس السياق، قال العميد طلعت مسلم الخبير العسكرى إن تعليق "العملية نسر" وعمل هدنة مع الجماعات المسلحة ربما يكون الهدف منه هو محاولة تضييق مجال العملية والحملة الأمنية فى سيناء بعد استمرارها طيلة الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن الانتهاء من العملية بسرعة أو تعليقها يعمل على ضمان عدم وجود نتائج عكسية للحملة. وأضاف مسلم أن هناك ضرورة ملحة للحوار فى سيناء خلال الفترة المقبلة على أن يكون هذا الحوار بين الدولة وبين مشايخ سيناء للتعاون لحل المشكلة الأمنية، مستنكرًا فى الوقت ذاته أى حوار بين القوات المسلحة وبين أى جماعات إرهابية يثبت قيامها بعمليات مسلحة ضد الدولة، مشيرا إلى أن الحوار معهم يضفى عليهم نوعًا من الشرعية، مطالبًا بتطبيق القانون عليهم أولا ثم التحاور معم بعد ذلك. وأكد أنه لا مانع من التواصل مع بعض الجماعات المسلحة التى لم تستخدم سلاحها فى عمليات إرهابية حتى الآن، وذلك بعد أن تتخلى عن سلاحها ومحاولة إقناعها بخطأ الأفكار التكفيرية التى تعتنقها.