سلطت صحيفة "التلجراف" البريطانية، الضوء على انتعاش العلاقات، في الآونة الأخيرة، بين الرئيس السوري، بشار الأسد، وبعض قادة دول العالم، لاسيما العربية، إذا تعتقد أن "الأسد" سيبقى في منصبه، رغم الحرب الأهلية التي دامت في بلاده ل 8 سنوات. وبدوره، قال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هونت، إن "الرئيس السوري بشار الأسد سيبقي في منصبه ل"بعض الوقت"، بفضل الدعم الذي تقدمه روسيا، رغم إدانة بريطانيا لجرائم الأسد التي ارتكبها في حق شعبه السوري". وأكد "هونت" في تصريحاته ل"سكاي نيوز"، أن "بريطانيا تتخذ موقفًا ثابتًا ضد الأسد، معتبرة إياه عائقًا أمام السلام الدائم في سوريا، لكننا نعتقد أن بقاءه لبعض الوقت سيكون بفضل دعم سوريا له، بكل تأكيد". واستطرد "هونت": "قد تعتقد روسيا أنها اكتسبت مجال نفوذ، ما نقوله لهم هو: نعم.. وقد اكتسبت أيضًا مسؤولية". يذكر أن روسيا شاركت الحكومة السورية، في عام 2015، في حربها ضد معارضيه في البلاد، ما ساهم في بقاء الأسد إلى الآن على قيد الحياة". ولفتت الصحيفة إلى أنه في حين أن علاقة روسيابدمشق، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، قد لا تكون جديدة، إلا أن هيمنتها في الحرب الأهلية ساعدت في رفعها إلى موقع "وسيط" السلطة في المنطقة. وفي هذه الأثناء، دعمت بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاؤها المعارضة، على الرغم من أن افتقارها إلى التزام حقيقي سمح للرئيس فلاديمير بوتين بالحصول على اليد العليا في الأمر. ومن جانبه، قطعت المملكة المتحدة الاتصال الدبلوماسي بالنظام في عام 2012 بعد أن قوبلت الاحتجاجات السلمية بقمع وحشي، كما طالبت برحيل الأسد، ويجب أن يكون هناك انتقال للسلطة من خلال انتخابات ديمقراطية. وعقبت الصحيفة أن هذه المطالب تعتبر شرطا مسبقا للمملكة المتحدة التي تزود البلاد بمساعدات إعادة الأعمار، والتي تحتاج دمشق بشدة إليها لإعادة بناء مدنها مرة أخرى. واختتم الصحيفة، تقريرها، أنه برغم من ذلك، ومع ادعاء الأسد بالنصر وعدم إظهار أية نية "التنحي"، يجب على المملكة المتحدة أن تقرر كيف ترغب الآن في إنهاء الأمر لصالحها.