تودع دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2018 وقد سطرت في كتاب يومياته صفحات مشرقة عن إنجازات فارقة في مختلف المجالات والميادين. وعلى جميع الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية. وجاء عام 2018 على مستوى الطموح خاصة بعد أن اقترن باسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث شهد سلسلة من الفعاليات والمبادرات المحلية والعالمية التي تخلد ذكرى القائد المؤسس وتمجد إرثه وترسخ قيمه الإنسانية النبيلة. ورفعت الإمارات في بداية «عام زايد» من سقف التوقعات وأطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عشرات المبادرات والبرامج التنموية التي دعمت نجاح نموذجها النهضوي الفريد، وعززت حضورها في مختلف المحافل الدولية. وواصل مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مسيرته باستشراف المستقبل وتعزيز التنمية المستدامة في جميع القطاعات ليقترب بشكل كبير من تحقيق أهداف الرؤية الحكومية 2021 كافة. شراكات إستراتيجية وتابعت الإمارات سياستها الخارجية الرصينة في إدارة العلاقات مع العالم الخارجي، وأسفرت الجهود الحثيثة واللقاءات الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع كبار القادة والزعماء خلال عام 2018 في تعزيز الشراكات الاستراتيجية لدولة الإمارات مع دول العالم، بما عزز المكانة المرموقة التي تتبوؤها في المجتمع الدولي. ونجحت الإمارات في عام 2018 في استيطان الفضاء بإطلاقها «خليفة سات» أول قمر اصطناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة 100%، فيما أعلنت عن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين سينطلق أحدهما في مهمة مدتها 10 أيام، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية خلال العام المقبل. وحققت الإمارات إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً حيث أصبح الجواز الإماراتي الأقوى في العالم. وفي عام 2018 توالت مكتسبات المرأة الإماراتية التي توجت بتوجيه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، برفع نسبة تمثيلها في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% اعتباراً من الدورة المقبلة. وحافظت الدولة للعام ال 5 توالياً على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً على دخلها القومي، وبنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأممالمتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة. وحصلت الدولة على المركز الأول عالمياً بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق لعام 2018 كمساعدات بتنفيذ مباشر، فيما بلغ مجموع المساعدات المقدمة لليمن منذ أبريل 2015 وحتى ديسمبر 2018 نحو 18.6 مليار درهم. مؤشرات وواصلت الإمارات تحقيق المراكز المتقدمة في تقارير التنافسية العالمية لتحتل المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بينما احتلت المركز ال17 على المستوى العالمي. وحصدت الإمارات المراكز الأولى عالمياً في مؤشرات كفاءة الإنفاق الحكومي، وشراء الحكومة للمنتجات التقنية، وجودة الطرق، وانخفاض تأثير الضرائب على الاستثمار، ومؤشر انخفاض معدلات التضخم. وتصدرت أبوظبي قائمة المدن الأكثر أماناً على مستوى العالم، للعام الثاني على التوالي، وذلك بحسب الموقع الإلكتروني «نومبيو»، متفوقة على 300 مدينة حول العالم، من بينها طوكيو وبازل وميونيخ وفيينا. وجاء عام 2018 مليئاً بالأحداث والفعاليات التي عززت من مكانة الدولة كمركز عالمي للتسامح، حيث استضافت إمارة دبي قمة التسامح العالمي بحضور 1500 شخصية بارزة. وشهد مؤتمر التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف الذي استضافته أبوظبي في ال 5 من مارس الماضي تأسيس جمعية الإمارات للتسامح والتعايش السلمي، ليعقبه في 30 سبتمبر الماضي الإعلان من أبوظبي أيضاً عن تشكيل المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة. مسار تصاعدي وتابع الاقتصاد المحلي في عام 2018 مساره التصاعدي رغم كل التحديات، حيث توقع مصرف الإمارات المركزي نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 2.8 % خلال 2018، فيما شهدت مناطق الدولة كافة تدشين وإطلاق المشاريع الإسكانية والبنية التحتية كمحطات توليد الكهرباء والسدود والطرق. وبلغت نفقات الميزانية الاتحادية للسنة المالية 2018 نحو 53 ملياراً و369 مليون درهم، وذلك بعد احتساب الاعتماد الإضافي للميزانية الذي صدر بمرسوم بقانون اتحادي رقم «6» لسنة 2018. وحمل عام 2018 إشارات مطمئنة عن مستقبل قطاع النفط والغاز خاصة مع إعلان شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عن خططها لإطلاق استراتيجية «أدنوك» الشاملة للغاز وزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط لتصل إلى 4 ملايين برميل نفط يومياً بحلول نهاية عام 2020 وإلى 5 ملايين برميل نفط يومياً بحلول عام 2030. وأعلنت الشركة أيضاً عن تنمية الاستثمارات الرأسمالية بقيمة 132.33 مليار دولار أميركي للفترة ما بين عامي 2019-2023، بالإضافة إلى اكتشافات جديدة لمليار برميل من النفط. وبرز في عام 2018 افتتاح مشروع طريق المفرق - الغويفات الدولي في إمارة أبوظبي بعد إنجاز أعمال تحسينات على الطريق بطول 246 كيلومتراً وبتكلفة 5.3 مليارات درهم، وكذلك جاء افتتاح المرحلة الأولى من طريق خورفكان والبالغ طوله 89 كيلومتراً، بتكلفة 5 مليارات و500 مليون درهم. وأضافت إمارة دبي معلماً جديداً إلى تحفها المعمارية حيث افتتحت مطلع العام مشروع «برواز دبي» والذي بلغت تكلفته النهائية أكثر من 200 مليون درهم، فيما شهدت أبوظبي افتتاح «عالم وارنر براذرز أبوظبي»المدينة الترفيهية المغطاة الأولى من نوعها في العالم باستثمارات بلغت مليار دولار. وسجلت الإمارات حضوراً متميزاً على الساحة الثقافية توجته بالإعلان عن مجموعة من المبادرات لحماية اللغة العربية وترسيخها لغة للحياة، ومنها إعداد تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية وإصداره في عام 2019، وتأسيس رابطة اللغة العربية التي تضم علماء اللغة العربية والباحثين من مختلف دول الوطن العربي. وجاء الشهر الوطني للقراءة حافلاً بالمبادرات والفعاليات التي بلغت أكثر من 1700 مبادرة وفعالية قرائية نظمتها أكثر من 66 جهة اتحادية ومحلية إضافة إلى القطاع الخاص في الدولة. وشهدت الإمارات أحداثاً ثقافية وفنية متنوعة، حيث شكل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته ال 37 الحدث الثقافي الأبرز خلال عام 2018 بعد نجاحه في تحقيق رقم جديد بعدد الزوار الذي تجاوز 2.23 مليون زائر، وتحقيق أكثر من 2.7 مليار مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشهد معرض «فن أبوظبي 2018» حضوراً كبيراً من محبي الفنون الذين تابعوا باهتمام ندواته الحوارية المتميزة، واطلعوا على ما فيه من أعمال فنية استثنائية، جاءت من 19 دولة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى روائع الأعمال العربية. أحداث استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة على أرضها خلال عام 2018، عدداً كبيراً من الأحداث والمؤتمرات العالمية، مثل القمة العالمية للحكومات والتي حضرها أكثر من 4 آلاف شخصية من 140 دولة، وملتقى تحالف الأديان ومجالس المستقبل العالمية 2018، وأسبوع أبوظبي للاستدامة 2018، والقمة العالمية للتسامح، والقمة الاقتصادية الإسلامية في دبي، وغيرها من الفعاليات التي كرست الإمارات مركزاً عالمياً لاستقطاب الفعاليات والمؤتمرات الدولية.