وقف الشعب يومًا فقال لحاكمه لا ظلم بعد اليوم وجاءت الساعة الأخيرة لبقائك على الكرسى الذى بنيته على رقابنا لعشرات السنين ووضعت أنت قدمك على أجسادنا وبنيت جسور أحلامك وأقصى تلال أمانيك على ظلمنا وبعده أيضًا كافح الشعب الذى ظل ينادى فى الميادين "يسقط يسقط حكم المغتصبين للسلطة"، وكان هناك آخرون يدعون له بدوام البقاء وحشدوا له الملايين ورفعوا شعار "معك فى القمع والظلم والقتل أحيانًا وأشياءً أخرى من هذا القبيل"، إلى أن جاء يوم سجد فيه عاشقو الوطن من الفرحة حين وصل رئيس جاء بشرعية حقيقية إلى الكرسى وسبحان مغير الأحوال انقلبت الأوضاع وأصبح المؤيدون معارضين والعكس صحيح، ولكن شتان بين الداعين لنهضة البلاد وبالتأكيد الداعين لخرابها، ونسى أولئك الداعين لخرابها أننا عشنا نعانى من ظلم المخلوع وأتباعه الذين ورثوا السلطة وبين العشرات من ملفات الفساد ما بين التخويف والتجويع والتهجير والتعويم كله على مزاج الحاكم وأتباعه ونسوا معنى أن تعيش غريبًا فى وطنك لا تستطيع الكلام ولا حتى السير فى شوارع المحروسة أو حتى النظر بعين الحسرة على ما يحدث فى البلاد ونسوا أيضًا أرباب السجون من المفكرين ورجال الدين والشرفاء من أبناء هذا الوطن أشياء كثيرة لن أقول نسيتموها ولكن اسمحوا لى لقد تناسيتموها عذرًا هذا ليس اتهامًا منى لكم بل هى عين الصراحة فلا خجل ولا صمت بعد اليوم على تصرفاتكم، وحقيقة ودون تفكير ولو لثانية واحدة قررت الإحجام عن المشاركة فى الجريمة التى تريدون ارتكابها وهى تظاهرات الرابع والعشرين من أغسطس الجارى ولو أردتم أن أصدقكم فى نزولكم ونواياكم فعليكم أن تجيبونى عن أسئلتى الثلاثة التالية أولها من أنتم؟.. وأين كنتم من النظام السابق؟ ألم تكونوا أكثر المؤيدين له والآن أصبحتم تبحثون عن إرادة الشعب؟.. وهل وكلكم الشعب لجلب إرادته؟ وثانيها لماذا كل هذا الهجوم على التيارات الإسلامية وأتباعها وتجمعون فى قلوبكم كل هذا الحقد لهم؟ وأخيرًا وليس آخر ماذا فعل الرئيس محمد مرسى حتى تدعون إلى إسقاطه وتحشدون إللى "كيشتوهم"من أجل إسقاطه ولما لا تعطوه الفرصة الكاملة لممارسة سلطاته..هل كل ذنبه أنه ينتمى للتيار الإسلامى والطبقة المتوسطة بالتحديد؟ عفوًا أيها القارئ إن استعملت فى كلامى بعد الألفاظ الخارجة أو تطاولت فى الكلام ولكن للأسف هؤلاء يسعون دائمًا إلى تعكير صفو الأمة وأبنائها وفى النهاية أوجه لسيادتكم رسالة اتركوا البلاد وشأنها وإن لم تستطيعوا أن تتكيفوا على الحق والفضيلة والخير فأخرجوا منها، وأنتم تريدون تطبيق الآية التى تقول "أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"، ولكن اعلموا أن مرسى جاء بإرادة الله وحده وأنتم لن تغيروها.