انهيار الاسماعيلي حصاد مر لبيع فريقه الذهبي. المستوى الذي وصل إليه حاليا سبقه إليه المنصورة الذي سارت ادارة الاسماعيلي على دربه في بيع اللاعبين، وقد هبط المنصورة لدوري المظاليم، والاسماعيلي سيكون من اللاحقين! استقالة صلاح عبدالغني رئيس النادي ومحمد زيد أمين الصندوق وعضوين من مجلس الادارة لن تغير من الأمر شيئا ولن تمنع الانهيار، فالمطلوب حاليا ليس الانتصارات أو عودة العروض الجميلة، هذا أمر مستبعد جدا بعد الترحيل الجماعي للنجوم بلا مبرر حقيقي لخزينة النادي، وأقصى ما تتمناه الجماهير المحبة للاسماعيلي وأنا منهم في هذه الفترة هو بقاؤه في دورى الأضواء، لعل وعسى يفيق من هذه السياسة الخاطئة ونرى عودا حميدا له في المواسم القادمة! حقا أصابت الجمهور الاسماعيلاوي بل وجمهور الكرة في مصر بجميع ألوانها، صدمة الهزيمة القاسية بالثلاثة من المونيوم نجع حمادي متذيل الجدول بنقطتين فقط من تعادلين، ولم يفز في اي مباراة، وانهزم بالاربعة على ارضه في الاسبوع قبل الماضي من حرس الحدود! لكنني وكل المتابعين لمسيرة هذا النادي الذي قدم لنا دوما حلقات الفن الكروي الجميل، كنا نتوقع هذا السقوط الكبير منذ استغنى آل عثمان عن أهم أعمدة الفريق بسهولة بالغة بدءا بيبو ثم محمد بركات والشاطر وعماد النحاس ومحمد عبدالله وحسني عبد ربه وقبلهم الداهية اوتاكا، وعندما طردوا هداف الفريق في السنة التي أخذ فيها الدوري العام اللاعب الخلوق بسيوني، ولا نعرف الظروف التي طرد فيها، فقد كان بارعا ونجما في الموسم الذي لعب فيه للدراويش، وتركهم برغبة ابراهيم عثمان رغم أنه لم يكن له بديل في مركزه، ولم يكن محسن أبو جريشة بقادر على أن يملأ مكانه، فقد كان شبلا.. وحتى الآن لا يستطيع أن يسد تلك الثغرة التي يعاني منها ناديه، وفي السنة التي بيع فيها بسيوني بثمن بخس لحرس الحدود، استغنى عن نجمه محمد صلاح أبو جريشة للحرس أيضا بدون مقابل ومعه المدافع الصلب أيمن رمضان بسبب خلافاتهما الشخصية مع ابراهيم عثمان! قرأت بتمعن شديد ما نشرته "الجمهورية" بعنوان "هزة في الاسماعيلية" عن توابع الاحباط والحزن الشديد لهذا الجمهور العاشق للكرة ولفريقه، وكيف أن احباطهم وحسرتهم تعاظما وهم يتابعون نجمي الدراويش السابقين عماد النحاس وبركات يحرزان خمسة أهداف من الأهداف الستة التي فاز بها الأهلي على الاتحاد في عقر داره!.. وقبلها شاهدوا الهدف الجميل الذي أحرزه هدافهم السابق بسيوني متوجا فوز الحرس على الكروم. لا يوجد فريق في العالم ينافس على البطولات ثم تبيع ادارته نجومه اللامعين دون أن توفق في العثور على البديل.. والأدهى أن بيعهم كان يتم دون رغبتهم بعد أن يتم تجاهلهم وتركهم نهبا لمفاوضات الأندية الأخرى! بل باع أيضا حتى أنصاف اللاعبين الذين كانوا مثل النوة التي تسند"الزير" كما يقولون.. استغنوا عن المدافعين محمد يونس و عمرو فهيم وعطية صابر والحارس سمير عاشور ببضع مئات من الجنيهات لو طلبوها من محل أسماك على شط القناة لتبرع بها! هناك حاجة غلط في الاسماعيلي.. هذه حقيقة لا شك فيها! مجلس ادارة العثمانيين ذهب بقرار من اللواء صبري العدوي محافظ الاسماعيلية بعد فضيحة الستة الشهيرة أمام بركات وصحبه من الدراويش السابقين، وكان السبب المنطقي لهذا القرار ليس الهزيمة وانما مسلسل البيع الجماعي الذي توج بهذه الهزيمة النكراء التي لن يمحوها التاريخ الرياضي! وجاء المحافظ بمجلس عبدالغني ليعالج تلك الاخطاء.. لكنه كان اتعس من سابقيه. تحركت فيها شهوة البيع أكثر من العمل على مصلحة النادي. وفي فترة وجيزة رأيناه يبيع عمرو فهيم ومحمد عبدالله وحسني عبد ربه دون أن يملأ مكانهم. وللأسف فقد بيع عبدالله بثمن بخس كما قلت سابقا رغم أن الاسماعيلي كان في أشد الاحتياج إليه أكثر من الأهلي الذي ركنه لأن مكانه ملئ باللاعبين الموهوبين! والأدهى أن مفاوضات بيع عمر جمال وأحمد فتحي وشريف الصفتي مهاجم فريق الشباب وهدافه الموهوب لم تتوقف حتى الآن بقيادة العميد الركن المهيب محمد عبدالعظيم!!.. وللعلم لم يفعلها ويقدم استقالته أيضا.. لعله يتطلع لرئاسة مجلس الادارة، وهنا قولوا على الاسماعيلي السلام ونراه بعد عمر مديد ان شاء الله في دوري الاضواء! ما الحل من هذا المأزق اذن؟! لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.. فمن تم بيعهم يقودون فرقهم للبطولات المحلية والقارية أو المنافسة على المراكز الاولى ويلمعون في بطولة العرب! لا يملك الاسماعيلي حاليا سوى البدء من جديد.. والبداية الهادئة التي لن تكون مجدية باقالة مجلس وتعيين آخر رغم أن المجلس الحالي يستحق الرحيل فعلا فهو لا يفهم شيئا في الكرة، ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد! والبداية الهادئة تكون بلم شمل الفريق واستبعاد المقصرين أو غير المؤهلين مثل محمد صبحي، هذا الحارس التعيس الذي لا ادري سر التمسك به من الاجهزة الفنية التي تولت الاسماعيلي، فهو سر الهزائم المتتالية.. إنه كمالة عدد وليس حارس مرمى على الاطلاق، وإذا كان مدربه يرى فيه غير ذلك رغم اخطائه القاتلة التي يكررها كنسخة بالكربون، فبالتأكيد هو مدرب فاشل أيضا أو متآمر ضد مصلحة ناديه.. الهدف الاول للالمونيوم نسخة طبق الاصل من هدف الزمالك الاول ومن هدف دولفين.. معقولة يا صبحي!! هل هذا الحارس على رأسه ريشة.. ابن من هو في الاسماعيلي حتى يفرغ له هذا المكان رغم امكانياته المتواضعة جدا في مكانه ورغم انه كما يقول بعض المدربين في النادي مصاب بالعشى الليلي الذي يجعله لا يرى الكرة في المباريات التي تقام تحت الأضواء الكاشفة! الصحفيون الذين شاهدوا مباراة الاسماعيلي مع الالمونيوم في الصعيد كتبوا ان الاسماعيلي كان يلعب تقريبا دون حارس مرمى، وبدفاع مفتوح ولاعبين مشلولين فقدوا الروح والحماس ويفكرون في أشياء أخرى غير اللعب، أو ربما يحلمون باللعب في أحد قطبي القاهرة! الاسماعيلي يمضي بسرعة رهيبة نحو دوري المظاليم.. وهذه ثمرة ما فعلت أيدي مجلس آل عثمان ثم مجلس عبدالعظيم ولن أقول عبدالغني لأن الرجل بالفعل بعيد عن ممارسة صلاحياته كرئيس للنادي! اننا نرجو من كل محبي الكرة الجميلة في مصر انقاذ هذا النادي الذي يرقد حاليا في غرفة الانعاش! **استمعت لتعليق جمال الغندور رئيس لجنة الحكام حول ضربة الجزاء الوهمية التي احتسبها حكم يدعى فهيم عمر يعمل محاسبا في جريدة الاهرام.. اعترف الغندور بأنها ضربة حرة غير مباشرة وليست ضربة جزاء من واقع العرض البطئ للكرة في قناة دريم في البرنامج الذي يقدمه الكابتن أحمد شوبير، ولكنه نسب الغلطة الى مساعد الحكم أحمد الجارحي الذي تدخل برايته مع أن الحكم كان قريبا جدا من الكرة ولكنه ليس في وضع نموذجي يهيئه للحكم الدقيق مع استمرار شد محمد عبدالستار لاعب الاتحاد لفانلة أبو تريكة، لكنه احتسبها فعلا ضربة حرة حتى اشار له ابو تريكة وبعض زملائه الى راية الجارحي فذهب اليه ثم تراجع عن قراره! بغض النظر عن قيمة هذا الهدف الافتتاحي ضمن الاهداف الستة. البعض قال انه تسبب في احباط لاعبي الاتحاد، مع انني لا اجده مبررا لاستمرار السقوط حتى الوصول إلى مستنقع الستة التي لدغ بها الاهلي اكثر من فريق في الدوري طوال الواحد والخمسين مباراة التي لعبها بدون هزيمة، رغم ذلك أرى أن الحكم فهيم عمر جاهل بقوانين الكرة ويفتقد حسم الحكام.. فقد انصاع للضغط العصبي الذي مارسه عليه بعض لاعبي الاهلي وذهب لاحمد الجارحي، مع انه لو كان يفهم حبتين لأشار اليه فورا بانزال رايته، فعمر في موقع يتيح له الحكم على الكرة دون استشارة أي من مساعديه! ولا أجد أي عذر تبريري لهذا الخطأ الفادح الذي يؤثر للأسف الشديد على نظرة العالم لحكامنا، والعذر الذي ساقه الغندور بأن ضربة جزاء احتسبت لريفالدو في مباراة البرازيل مع تركيا في كأس العالم الماضية كانت مشابهة لهذه الكرة، عذر غير مقبول على الاطلاق.. لابد أن يدفع عمر فهيم ثمنا فادحا لجهله بقوانين الكرة وعدم درايته لدوره كحكم للساحة.. والثمن يجب ألا يقل عن استبعاده تماما رغم انه يحمل الشارة الدولية. تخيلوا لو ارتكب هذا الحكم ذلك الخطأ الفادح في مباراة القطبين المصريين، الأهلي والزمالك، ماذا كان سيكون مصيره ومصير المباراة؟! ** علي ناصر من السويد أرسل لي عاتبا بشدة على وزير الشباب ممدوح البلتاجي عن عدم استجابته حتى الآن لطلب الأهلي اقامة مباراته في نهائي أفريقيا مع النجم الساحلي يوم السبت القادم في استاد القاهرة، رغم أن الاهلي اعلن عن استعداده لاقامة المباراة ظهرا حتى لا تكون حجة عدم تجهيز الأضواء الكاشفة سببا في الرفض. أنا مع علي ناصر في ان هذه المباراة يجب أن تكون مهرجانا جماهيريا كبيرا تذكرنا بمباراة الاسماعيلي مع الانجلبير والاهلي مع صن دوانز.. والأكثر أنها يجب أن تكون بروفة للمباريات الجماهيرية الكبرى التي سيلعبها منتخبنا على هذا الاستاد في كأس الأمم الأفريقية في يناير القادم. نريد أن نرى من الآن تأثير 120ألف متفرج على تحريك اللاعبين ودفعهم لتحطيم الصخور والموانع الصعبة التي من المتوقع أن يبنيها النجم الساحلي أمام خط دفاعه. إضافة إلى ذلك فان المباراة كما يقول علي ناصر سيحضرها ممثلون من الفيفا والاتحاد الافريقي، وربما من الأندية التي سيتنافس معها الأهلي في كأس العالم للاندية التي ستقام في اليابان في ديسمبر القادم.. ومقصورة استاد القاهرة تتسع لذلك وستكون هذه المباراة بحشدها الجماهيري الضخم خير رسالة لمصر الى الفيفا بأن الكرة عندنا لها هذه الشعبية الجارفة، وهذا سيكون لصالحنا في ملفات تنظيم البطولات في المستقبل. نتمنى أن تلعب هذه المباراة على استاد القاهرة كفأل حسن للكرة المصرية، خاصة إذا توجهها الاهلي ان شاء الله بحصوله على البطولة. ستكون بحق تجربة قوية مع روح البطولة وتشجيع الجماهير الغفيرة، فمنتخبنا الوطني يتكون معظمه من الأهلي. نحن نعرف ان المائة وعشرين ألفا سيمثلون كل ألوان الطيف الكروي في مصر وليس جمهور الاهلي فقط .. فليسمح لنا الوزير البلتاجي بأن يكون هذا اليوم بمثابة رسالة تحذير من استاد القاهرة العملاق لكل المنتخبات الأفريقية الطامعة في خطف البطولة من قلب الكنانة. [email protected]