كل عيد ومصر وشبابها بخير وعافية، وندعو الله أن تتخلص مصر من مشاكلها وهمومها على يد شبابها، وللعيد هذا العام مذاق مختلف لشباب مصر فقد منحنهم الثورة عيدية 2012 بأن أصبح لهم لأول مرة فى تاريخ مصر وزارة دولة للشباب. أما عيديتى للشباب فهى دعوة للمشاركة فى دعم صرح هام من صروح الشباب بمصر وهو بيوت الشباب، التى يعتقد البعض بالخطأ أنها مجرد أماكن للإقامة رخيصة الثمن، فقد نشأت بيوت الشباب فى ألمانيا عام 1909، وانتشرت فى جميع دول العالم حتى وصلت إلى مصر عام 1954 على يد 61 شابًا مصريًا سدد كل منهم جنيهًَا مصريًا واحدًا ليصبح أول رأسمال لها 61 جنيهًا، وتم إنشاء أول بيت شباب فى نفس العام وهو العائمة كوهينور، وتوالى إنشاء البيوت الواحد تلو الآخر حتى وصل عددها إلى 16 بيتًا على مستوى الجمهورية. ولمن لا يعرف كثيرًا عن بيوت الشباب فهى حركة شبابية عالمية تهتم بالنشء وتغرس قيم المواطنة والاعتماد على النفس وتعنى بالوعى والتنشئة البيئية وتغرس القيم النبيلة وتنعش السياحة الداخلية، ولا تقوم على أساس مذهبى أو طائفى أو عرقى، وتعمل على نشر السلام الدولى. وظلت تدار على مدار نصف قرن وحتى بدايات 2002 بواسطة مجالس إدارات منتخبة من قبل جمعيتها العمومية التى تنعقد كل عام لمناقشة الميزانية ومحاسبة مجلس الإدارة وتقييم أدائه كدور رقابى كان دافعًا لازدهار أنشطة الجمعية وقيامها بدورها على أكمل وجه، إلى أن تم إلغاء الجمعية العمومية تمامًا وتعيين مجالس إدارات من غير أعضائها ولمدة أربع سنوات لكل مجلس على أسس غير سليمة ومجاملات شخصية نتج عنها انحراف بيوت الشباب عن أهدافها، ولم تقم برسالتها خلال الفترات السابقة، وتم هدم بعض البيوت وإغلاق بعضها وسحب أراضيها وممتلكاتها، ولم يتم إضافة أى جديد حتى تدهورت البنية التحتية للبيوت واختفت الأنشطة تمامًا وانهارت العضوية ومعها السياحة الداخلية للشباب التى كانت تزدهر على يد بيوت الشباب. ومن أشهر قيادتها التاريخية المنتخبة اللواء حسن رجب، أول رئيس منتخب، والدكتور جمال السحراوى، نائب رئيس الاتحاد الدولى الأسبق، وأكثر من تم انتخابه رئيسًا للجمعية، واللواء أحمد رفعت مكاوى رئيسها الأسبق، وأول من تم انتخابه عضوًا بالمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، وهو من ساعد الممثل الدولى الحالى لمصر الدكتور ممدوح مندور فى الحصول على منصبه الحالى. أما الحدث التاريخى الذى تمر به بيوت الشباب ويدخل بها عهدًا جديدًا هو انعقاد الجمعية العمومية أواخر سبتمبر القادم لأول مرة منذ عام 1998؛ لانتخاب مجلس إدارة جديد كخطوة تعيدها لمسارها الطبيعى بمنافسة أربعة عشر مرشحًا أبرزهم أشرف عثمان، وقائمته التى يلتف حولها شباب الجمعية ومن تبقى من قيادات ورموز وقدامى الجمعية تقديرًا لدورهم وجهودهم خلال فترة ما بعد الثورة لإعادة الجمعية العمومية مرة أخرى. ونختم بتوجيه الشكر للدكتور أسامة ياسين، وزير الشباب، على عيديته لشباب مصر بإدراج مادة خاصة بالشباب فى الدستور تؤكد أن رعاية النشء والشباب حق تكفله الدولة لهم، وتأهيلهم وتنميتهم تنمية شاملة روحيًا وخلقيًا وثقافيًا وعلميًا وبدنيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، كما تمكنهم من المشاركة السياسية الفاعلة.