قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن جميع المُعطيات تشير إلى إبرام صفقة من خلف الكواليس بين الرئيس محمد مرسى، والجيل الجديد من ضباط الجيش الذين يبدو أنهم قد سئموا من المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع المقال، والذين يعتقدون بأن على الجيش أن يكون جل اهتمامه حماية الحدود وليس الدخول فى الصراع على السلطة مع القادة المنتخبين شعبيًا. وأوضحت الصحيفة فى افتتاحيتها أمس أن قرارات مرسى بإقالة العديد من كبار القيادات فى الجيش والدولة خاصة بعد حادث رفح، وقيامه بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل أعادت التوازن إلى المشهد السياسى المصرى. وأشارت إلى أن مرسى قام بتعيين اثنين من المحسوبين على هذا الجيل الجديد فى الجيش ليكونا خلفًا للمشير، ورئيس الأركان اللواء سامى عنان . وأشارت إلى أنه يُعتقد على نطاق واسع فى مصر أنه كجزء من الاتفاق، أكد مرسى احتفاظ الجيش بالكلمة العليا فيما يتعلق بالاقتصاد وعلاقة مصر مع الجانب الإسرائيلى. وتتوقعت الصحيفة بأنه من المحتمل أن يلعب الرئيس مرسى "دورًا حاسمًا " فى عملية صياغة الدستور الجديد للبلاد، لافتاً إلى السلطات التنفذية والتشريعية الواسعة التى باتت بين يديه بعد إعلانه إلغاء الإعلان الدستورى المكمل الذى كان قد وضعه العسكرى، واستبداله بآخر. وقالت إنه ليس من الواضح عما إذا كانت السلطات القضائية ستعترض على السلطات الواسعة التى أصبحت بيد مرسى أم لا، لكنها ترى أن الأمر الواضح بالنسبة لها هو أن مصر الجديدة لن يكن لها وجود إذ ما أصر جانب واحد أو أكثر على الاستئثار بالسلطة بشكل مطلق مثلما كان الحال فى عهد المخلوع الذى دام لثلاثة عقود . ورأت أن الرئيس مرسى قد أحسن استغلال حادث الهجوم على الجنود فى رفح قبل أسبوعين "بذكاء"، و"حنكة"؛ لتأكيد السيطرة المدنية، مشيرةً إلى أنه على مدى الأشهر الماضية كان من المرجح أن تبقى العداوات المثارة بين المجلس العسكرى، وجماعة الإخوان المسلمين المحسوب عليهم الرئيس مرسى البلاد مشتعلة . وأعربت الصحيفة عن استغرابها من ردود الفعل تجاه الإجراءات التى اتخاذها مرسى بإقالة العديد من كبار القيادات فى الدولة خلال الأسبوع الماضى والتى وصفتها بالمذهلة"؛ إذ لم تخرج أى مظاهرات لإدانة قراراته، ولم يبد الجانب الإسرائيلى أى إنذار حقيقى، ولم يثر الجيش؛ بل على العكس من ذلك قبل اللواءات الذين تمت إقالتهم الميداليات التى منحهم إياها مرسى تكريمًا لهم، وعملهم بوصفهم مستشارين له. وقالت إن استشهاد 16 جنديًا فى حادث سيناء، والذى صعد من حدة الانتقادات الموجه للجيش، قد أعطى مرسى الفرصة لأن يحدث تغييرًا، فقام بإقالة رئيس جهاز الاستخبارات الحربية، والعديد من القيادات الأمنية، وفيما بعد أحال المشير طنطاوى للتقاعد وتعيينه مستشارًا له.