رأت وسائل إعلام أمريكية أن الفوز الكاسح لرشيدة طليب، الأمريكية المسلمة، ذات الأصول الفلسطينية، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت أمس الثلاثاء، بمثابة هزيمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صاحب السياسة المؤججة للإسلاموفوبيا ومعاداة المهاجرين. ووصفت وسائل الإعلام هذا الفوز بأنه بمثابة هزيمة "ثانية" لترامب على يد تلك السيدة ذات الأصول الفلسطينية. وأشارت "سي إن إن" إلى أن دخول "طليب" إلى الكونجرس يعاكس نهج إدارة ترامب "المأججة للإسلاموفوبيا ومعاداة المهاجرين". وكانت الهزيمة الأولى لترامب عندما قاطعته "رشيدة" ومجموعة من 20 سيدة أثناء خطابه في الحملة الانتخابية عام 2016، في مدينة ديتروين بولاية ميشيجان، منتقدة تأثير "المال الكبير على سياسة البلاد". وحسب صحيفة "ميشيجان لايف" المحلية، صرخت السيدات أيضا في وجه ترامب متسائلات عن "نظرته للمرأة والتعامل معها". قبل 10 سنوات دخلت الأمريكية المسلمة، ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب (42 عاما) بشكل رسمي، إلى معترك الحياة السياسية في الولاياتالمتحدة. بدأت مسيرتها بالفوز بمقعد في مجلس النواب بولاية ميشيغان عام 2008 عن الحزب الديمقراطي، لتكون أول مسلمة بالمجلس التشريعي للولاية، وأصبحت اليوم أول مسلمة تدخل مجلس النواب الأمريكي. حصلت المحامية رشيدة طليب، والمعروفة بدفاعها عن حقوق الفقراء في ميشيغان، على 88.7 بالمئة من أصوات الناخبين في الولاية، في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت أمس (الثلاثاء). تعرف "رشيدة" نفسها بأنها "سيدة المستحيلات"، وقالت في حوار مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية في الأول من نوفمبر الجاري، إن فكرة أن تصبح أول مسلمة في الكونغرس "تعد تغييرا لمسار التاريخ في وقت بات الأمريكيون يظنون أن الأمر صار مستحيلا". و"طليب" هي الأكبر من بين 14 أخ وأخت، ولدوا جميعا لأبوين مهاجرين من الضفة الغربية في فلسطين، بحسب ما كتبت على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع حملتها الرسمي. تنتمي "طليب" سياسيا إلى جناح بيرني ساندرز في الحزب الديمقراطي، وتدعو إلى إصلاحات مثل الرعاية الصحية الشاملة، وتحديد الحد الأدنى للأجور ب15 دولارا، إضافة إلى حماية البيئة وتحديد رسوم مقبولة للتعليم الجامعي. وكانت دائرة الكونجرس الثالثة عشرة بولاية ميشيغان، حكرا على النائب الديمقراطي جون كونيرز، منذ عام 1965 حتى ديسمبر/ الماضي، حين استقال بسبب اتهامات ب"التحرش الجنسي". ترى "طليب" أن دخولها الكونغرس الأمريكي لا يتعلق فقط ب"إثبات الوجود (كأمريكية مسلمة) والتفاخر بالدين (الذي تؤمن به)". وقالت، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أغسطس الماضي: "طالما قلت للناس أني أمثل جوهر الإسلام، أعمل على تحقيق التأثير، عبر الخدمة العامة". وكانت "طليب" واحدة من 100 أمريكية مسلمة تقدمن للترشح لعضوية الكونغرس هذا العام، في حملة من شأنها "مكافحة النمو المتزايد لظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) في فترة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب". وفي هذا الشأن، أكدت "طليب" - قبل 3 أشهر من فوزها بعضوية الكونجرس- أنها ستمثل ولايتها باعتبارها "سيدة، وأم، وامرأة مسلمة، وفلسطينية عربية".