بين مؤيد ومعارض تباينت آراء الخبراء في تصالح الدول الأربع المقاطعة لدولة قطر, لا سيما بعد تصريح الرئيس السيسي، أمس، في منتدى شباب العالم المنعقد في شرم الشيخ والذي قال فيه إن مصر مع استقرار دول الخليج «وبينها قطر، لأن المنطقة لا تتحمل أكثر من ذلك». جاء تصريح الرئيس السيسي ضمن جلسة حوارية بمنتدى شباب العالم، الذي انطلق بشرم الشيخ، السبت 3 نوفمبر، وينتهي الأربعاء، وبثها التليفزيون الرسمي مسجلة في الساعات الأولى من صباح الاثنين. ورداً على سؤال بشأن دعم مصر للمملكة العربية السعودية، قال الرئيس السيسي: «ألا يكفي حالة عدم الاستقرار بالمنطقة ونحن نرى ما فيها؟». وتساءل الرئيس أيضاً: «أحافظ على المملكة (السعودية) والإمارات والكويت وقطر أم لا؟»، مضيفاً: «أحافظ على كل دولة مستقرة؛ لأن المنطقة العربية لا تتحمل أكثر من ذلك». وتصريح «السيسي» وذكره لقطر بشكل إيجابي أمر غير معهود وربما يعد مؤشراً إيجابياً تجاه الدوحة التي تتعرض لمقاطعة من قِبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، منذ يونيو 2017، بسبب اتهامها بدعم الإرهاب. ومن جانبه، قال النائب اللواء أحمد مدين, عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب, إن الرئيس السيسي يعي ما يقوله بأن أمن مصر من أمن دول الخليج وأمن قطر, موضحاً أن استقرار دول المنطقة العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين وقطر, هو من أمن واستقرار مصر. وتابع عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، في تصريح ل"المصريون"، أن كل حدود مصر مع الدول العربية ما عدا من الناحية الشرقية مع دولتين, فالغرب ليبيا والجنوب السودان والشمال البحر الأحمر والشرق السعودية والأردن ودولة الكيان الصهيوني, فلا بد من التكاتف وإعادة المكانة للدول العربية". وأشار مدين إلى أن تصريح الرئيس السيسي ليس معناه التصالح مع قطر، ولكن هذا مجرد ترتيبات ذهنية, موضحاً أن تصالح الدول المقاطعة مع قطر لا يتم إلا في حالة عدم تدخل دولة قطر في شئون مصر وتخليها عن دعم الإرهاب. ومن جانبه، قال الدكتور سعيد صادق, أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية, إن هذا كلام سياسة ومشابه لما قاله ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سليمان منذ ما يقرب من عشرة أيام. وأوضح صادق، ل"المصريون"، أنه يبدو أن تنسيق من الدول المقاطعة للمصالحة خاصة بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في تركيا, وتعرض أشخاص سعوديون لاتهامات وضغط من النظام التركي بتهمة مقتل "خاشقجي", ثم خروج محمد بن سلمان وثنائه على دولة قطروتركيا, ومن ضمن الضغوط أيضا وقف المقاطعة لقطر. وأشار صادق إلى أن السعودية والإمارات لهما تأثير على مصر، لأنها دول غنية, ودول قريبة بقطر, موضحاً أنه من الممكن أن تتم المصالحة قريبا بقيادة السعودية التي تلمح بذلك. وتأتي تصريحات الرئيس السيسي بينما تتداول وسائل إعلام أمريكية بدء البيت الأبيض الضغط من أجل إيقاف مقاطعة قطر. وقبل 10 أيام من حديث السيسي عن أهمية الاستقرار في قطر والمنطقة، كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدث في منتدى مستقبل الاستثمار الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض عن الاقتصاد القطري الذي قال إنه قوي «وسيكون مختلفاً ومتطوراً بعد 5 سنوات». وقال محمد بن سلمان حينها إن دول المنطقة هي (أوروبا الجديدة) اقتصادياً, كما أشاد بتطورات إمارة دبي بقيادة الشيخ محمد بن راشد. وتعصف بمنطقة الخليج أسوأ أزمة في تاريخها إثر قيام السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها مع قطر وفرض إجراءات عقابية عليها، بدعوى دعم الأخيرة ل«الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة، مؤكدةً أنها تواجه «حملة افتراءات وأكاذيب» تهدف إلى سلبها القرار الوطني. وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إدارته انضمت إلى حكومات المنطقة لدراسة تأثير وصمة قتل الصحفي خاشقجي على السعودية وقدرة ولي العهد على الحكم، وكيفية الاستفادة من ضعفه المحتمل.