عام وخمسة أشهر مرت على إعلان كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطع علاقتها مع دولة قطر، بسبب ما وُصف ب«دعمها للإرهاب». على مدار هذه المدة أصيبت العلاقات بين «الدول المقاطعة» وقطر، بفتور كبير ولا تخلو من تبادل الاتهامات التي وصلت إلى «ردح إعلامي» متبادل. من وقت لآخر يتحدث سياسيون عن مصالحة بين هذه الدول، لكن الشروط التي كانت تضعها دول المقاطعة كانت ترفضها قطر، وتعتبرها تعديًا عليها وتدخلًا في سيادتها. وأكدت وسائل إعلام خليجية- وقتها-، أن السعودية تتمسك بعدد من الشروط من أجل الموافقة على الصلح مع قطر، وأن المملكة أبلغت الكويت خلال الاجتماع الذى جمع بين الملك سلمان بن عبد العزيز، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت في يونيو من العام الماضي، ب10 شروط لعودة العلاقات مع دولة قطر، فى مقدمتها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران فورًا، وطرد جميع أعضاء حركة حماس وأعضاء الإخوان وتجميد حساباتهم البنكية وحظر التعامل معهم ووقف بث قناة "الجزيرة" فورًا ووقف دعم المنظمات الإرهابية. وما إن ظهرت قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، حتى تحدثت وسائل إعلام تركية عن عرض قدمه الأمير خالد الفيصل المستشار فى الديوان الملكي، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعرض تقديم حزمة مساعدات مالية كبيرة لتركيا وعودة العلاقات مع قطر، إلى أن وسائل الإعلام أكدت أن أردوغان رفض العرض. اليوم ولأول مرة يتعرض الأمير محمد بن سلمان لدولة قطر أثناء كلمته في مؤتمر الاستثمار الذي احتضنته الرياض، إذا كانت المفاجأة بحديث إيجابي من ولي العهد عن قطر واقتصادها الذي رأى أنه سيجعلها في مكان آخر بعد 5 سنوات. وقال: إن الدول العربية لديها موارد تؤهلها لأن تكون قوة اقتصادية كبرى، وأن لكل دولة خطة إستراتيجية للنهوض باقتصادها. وأكد "بن سلمان"، خلال كلمته في مؤتمر دافوس الصحراء، المنعقد في الرياض، اليوم الأربعاء، أنه على الرغم من الخلافات مع قطر إلا أن لديها اقتصاد قوي وستكون مختلفة تمامًا بعد خمس سنوات. وهو ما اعتبره البعض بداية التودد تمهيدًا لمصالحة مع قطر، خاصة أن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، أشاد بكلمة ولي العهد محمد بن سلمان، وشدد على أن همم الجبال التي يملكها السعوديون تستطيع أن توحد وتحرك المنطقة لبناء مستقبل حقيقي ومستقر ومزدهر للعرب .. جميع العرب". وقال عبر حسابه على «تويتر»: كلمات محمد بن سلمان في مؤتمر الاستثمار حقيقية .. متفائلة .. جامعة للكلمة .. ومعركته الشخصية في تنمية المنطقة نحن معه فيها بالحال والمال .. وأقول له : همم الجبال التي يملكها السعوديون تستطيع أن توحد وتحرك المنطقة لبناء مستقبل حقيقي ومستقر ومزدهر للعرب .. جميع العرب . كلمات محمد بن سلمان في مؤتمر الاستثمار حقيقية .. متفائلة .. جامعة للكلمة .. ومعركته الشخصية في تنمية المنطقة نحن معه فيها بالحال والمال .. وأقول له : همم الجبال التي يملكها السعوديون تستطيع أن توحد وتحرك المنطقة لبناء مستقبل حقيقي ومستقر ومزدهر للعرب .. جميع العرب . pic.twitter.com/iLeSVF6QQQ — HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) 24 أكتوبر 2018 وجاء تشديد «بن راشد» على أن كلامه يشمل كل العرب دون استثناء قطر، ليؤكد ما يثار عن وجود نية للتصالح مع قطر وإنهاء صفحة الخلافات الحادة معها، فهل تشهد الأيام المقبلة خروج مبادرة علنية للتصالح بينهما بعد أن يتم إغلاق ملف "خاشقجي" ويقدم الجناة للمحاكمة؟.