قضت محكمة جنح الطالبية, اليوم الثلاثاء، بحبس الأم وصديقتها، 3 سنوات وسنة لمتهم ثالث و5000 جنيه كفالة لكل متهم في واقعة مقتل أطفال المريوطية محترقين، وهى أم وصديقتها وزوج الأخيرة، والذين نسبت لهم النيابة العامة اتهامات الإهمال المتسبب في وفاة الأطفال، وعدم إبلاغ السلطات عن الواقعة، وعدم دفن الجثث بالطريقة الشرعية، إذ تخلصوا من جثث الأطفال بإلقائهم فى الشارع بمنطقة المريوطية بما أثار حالة من الذعر بين الأهالي عقب اكتشاف الجثث، وتسبب فى حالة من البلبلة وإثارة الشكوك بشأن اختطاف الأطفال وسرقة أعضائهم، إلى أن اتضح أن الحقيقة خلاف ذلك. كشفت التحقيقات أن المتهمة الأولى "أماني.م"، 36 سنة، عاملة في فندق، وشهرتها منال، والدة الأطفال الثلاثة، متزوجة من "حسان.ع"، 65 سنة، الأطفال محمد، 5 سنوات، أسامة، 4 سنوات، فارس سنتان، تركتهم في غرفة بشقة صديقتها المتهمة الثانية "سها.ع"، 38 سنة، تعمل في ملهى ليلي، والتي تقيم فيها مع زوجها المتهم الثالث "محمد.إ"، 28 سنة، سائق توك توك. وأضافت التحقيقات أنه لدى عودة الأم فوجئت باحتراق الغرفة التي يوجد بها أبناؤها، فقررت التخلص من الجثث هربا من المساءلة القانونية، فوضعتهم في أكياس سوداء ولفتهم في ملاءات وسجاد وألقتهم على ترعة المريوطية باستخدام توك توك. وأقرت المتهمة الأولى في التحقيقات أنها هربت من بيت أهلها منذ 15 عاما، وجاءت للقاهرة، وتعددت علاقاتها مع الرجال، وأنجبت الثلاثة أطفال من رجال مختلفين، بعدها تزوجت من رجل بشبرامنت لكنها هربت منه بسبب معاملته السيئة، في تلك الأثناء تعرفت على "سها" المتهمة الثانية خلال عملها في ملهى ليلي، وعرضت الأخيرة عليها أن تقيم معها في شقتها هي وأولادها الثلاثة، فانتقلت بالفعل لتقيم معها. أضافت المتهمة أنها اعتادت أن تغلق الغرفة على أطفالها قبل نزولها للعمل، بسبب "شقاوة" ابنها الأكبر محمد، وفي يوم الحادث خرجت للعمل مع صديقتها، وعادت في ظهيرة اليوم التالي، لتجد دخانا يتسرب من حلق باب الغرفة، وعند فتحها كانت الغرفة مليئة بالدخان والأطفال قد فارقوا الحياة على أرضية الغرفة. أما المتهمة الثانية فأقرت بأنه لدى عودتها وصديقتها إلى الشقة ومشاهدة الأطفال قتلى، أخبرتها المتهمة الأولى بأنها ستواجه مشكلات كبيرة وستتعرض للحبس نتيجة الإهمال الذي أدى بأطفالها للموت حرقا، وأخبرتها أيضا أنها مشتركة معها في نفس الجريمة. تابعت المتهمة بأنهم قرروا التخلص من جثث الأطفال هربا من المسئولية الجنائية، وقاموا بوضع الجثث في أكياس سوداء، وبعدها لفوها بملاءات وبطاطين وسجاد، وحملت الأم كلا من نجليها محمد وأسامة، وحملت "سها" الطفل فارس، واستقلوا توك توك لمكان العثور على الجثث وألقوها هناك. كانت مناظرة المستشار أحمد عبد الفتاح لجثث الثلاثة أطفال، والذين عثر عليهم الأهالي بمنطقة المريوطية، قد كشفت أن الضحايا هم رضيع وآخر لا يتجاوز عمره 3 سنوات والثالث يبلغ من العمر 5 سنوات تقريبا، وكلهم في حالة تعفن تام، اقتربت معه الجثث من التحلل، ولم يبد على أي منها آثار واضحة لكيفية الوفاة، إلا من اسمرار الجثث بشدة. وأضافت المناظرة، أن الطبقة الخارجية للجانب الأيسر بجثة أكبر الأطفال كانت غير موجودة، بينما برزت أحشاء الطفل الثاني من جانبه الأيمن، أما الثالث، فقد خرجت أحشاؤه كاملة من منطقة البطن. وأفاد رجال الطب الشرعي النيابة العامة بتقرير مبدئي جاء به، أن الأطفال الثلاثة أولهم عمره سنة ونصف والثاني سنتان والثالث خمس سنوات ونصف السنة، وأن سبب الوفاة هو الحروق المنتشرة في أنحاء متفرقة من أجساد الأطفال، كما أنهم تعرضوا للاختناق، وأيضا تبين عدم وجود أية جروح قطعية بالجثث أو إصابات بالجثث.