أخيرًا سقط حكم العسكر، بعد أن ظلّ جاثمًا على صدور المصريين أكثر من ستين عامًا.. بقرارات مرسى الحاسمة والشجاعة ولدت مصر من جديد فى ظلّ الحرية والحكم الرشيد. من حق المصريين أن يلتفوا حول رئيسهم الذى انتصر للثورة بخلع العسكر من كراسيهم، والذين أقلّ ما يقال فى حقهم إنهم لم يحسنوا إدارة الفترة الانتقاليَّة ولم يتناغموا مع الثورة المصريَّة وتركوا الفلول يرتعون فى البلاد وينشرون الفوضى وعدم الاستقرار فى ربوعها، ثمّ كانت الكارثة التى راح ضحيتها خيرة شباب مصر على حدود سيناء، فكان من الضرورى العقاب وسرعة الإقالة، التى شفت صدور المصريين الذين تقطّعت نياط قلوبهم حزنًا على هذه الدماء الغالية العزيزة على أرض سيناء. فرحتنا كبيرة بقرارات مرسى، الذى عبَّر عن إرادة الشعب بكل صدق، ونتمنى الاستمرار فى استكمال مرحلة تطهير الوزارات ومؤسّسات الدولة لإنجاز أهداف الثورة.. فلن تستكمل الثورة دون قطع دابر المفسدين الذين تربَّوا على موائد الطغاة.. ومن الضرورى أن نعلم أن المتربصين بالوطن كثيرون, ربّما لا نحصيهم عدًّا ولا نحْصرهم حدًّا.. فهم يعرقلون الثورة بشتَّى الصور وكافة الأساليب الدنيئة حتى وإن وصل الأمر إلى أن يتحوّل الوطن إلى بحورٍ من دماء، فهم يرقصون على الجماجم والأشلاء.. نعم ينشرون الفوضى ويسعون لنشر الفتنة بين العباد.. همُّهم الأول والأخير النَّيْل من هيبة الدولة.. هم من يفرحون فى الكوارث والمصائب يتشدقون بالديمقراطيّة ويكفرون بنتائجها.. فلا همَّ لهم سوى التربُّع على السلطة وصدارة المشهد الإعلامى.. هم الخونة فلا نثق فيهم.. هم المنافقون فلنحذرهم. الحزم وتفعيل منظومة القانون والضرب بيدٍ من حديد هو السبيل الوحيد لمواجهتهم، والحمد لله بعد عملية التطهير الأخيرة التى قادها مرسى دخل الفلول والثعابين والحيات إلى جحورهم والخوف يملأ قلوبهم بعد إقالة العسكر.. أعتقد أنَّ المهمّة الأولَى للقائمين على السلطة فى بلادنا هى مواجهة العابثين بأمن البلاد واستعادة الاستقرار والأمن فى الشارع المصرى، من أجل عودة هيبة الدولة التى انفرط عقدها، مهما كلَّفنا ذلك من تضحيات، لابدَّ من تفعيل القانون والضرب بيدٍ من حديدٍ على كل من يتمرد على الدولة، فثمَّ فرق كبير بين حرية الرأى والتحريض على الجريمة، لذلك يجب إحالة الداعين والمحرضين على حرق مقرّات الإخوان إلى النيابة ومحاكمتهم. فهذه الدعوات المغرضة ليست من باب الحرية، إنما هى تحريض على الاعتداء على ممتلكات الغير.. والإخوان المسلمون هم فصيل وطنى ناضل وكافح من أجل مصر طوال ثمانين عامًا، ولم يهبطْ علينا من السماء فجأة.. وهم يمثلون حزب الأغلبيَّة التى جاءت عبر صناديق الانتخابات، فلماذا يكفر العلمانيون والذين فى قلوبهم مرض بالديمقراطيّة، التى تشدقوا بها سنوات عديدة.. أنا أتفهَّم نفسية العلمانيين المحطَّمة وقلوبهم التى اكتوت بعد أن لفظهم الشعب فى الانتخابات.. لكن عليهم أن يتحلَّوا بشرف الخصومة والروح الرياضية فى المنافسة.. ولا داعى للفزاعات الخائبة وحرق الأخضر واليابس من أجل التربع على السلطة.. فضلا عن أن الشعب لن يستجيب لأغراضهم الدنيئة لأن شعب مصر يحب دينه ووطنه أكثر من العلمانية الخبيثة.. تقبّل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.