وجه الكاتب الصحفي أيمن الصياد رسالة إلى الصحفي الإعلامي جمال خاشقجي، حول اختفائه بالأول من أكتوبر بالسفارة السعودية بتركيا. وقال في افتتاحية مقال نشرة بجريدة الشروق، اليوم الأحد، تحت عنوان "عن الإنسان.. الذي اختفى": "اختُطف أم قُتل؟، قُتل أم لم يُقتل؟ مُثل بجثته (كما سمعنا من البعض)، أم كُرمت (كما يقضي ديننا الحنيف)؟، من المسئول عن «الجريمة»؟ كلها أسئلة تراكمية، لم نحصل على إجابة". وأضاف: "مما لا مجال للشك أن لك أن تتفق أو تختلف مع سياسات هذا النظام أو ذاك، ولك أن تتفق أو تختلف مع آراء هذا الكاتب أو ذاك، ولكنك قطعا، «كإنسان»، لن ترضى بأن يختفي هذا«الإنسان» أو ذاك. وتابع في رسالته: "عرفت جمال خاشقجي قليلاً، واختلفت معه كثيرًا، أخذت على جمال رهانه على إصلاح بن سلمان، وعلى صلاح الإخوان المسلمين. فلا إصلاح بن سلمان حقيقي، ما دامت قد غابت عنه المؤسسية وحكم القانون، ولا صلاح الإخوان المسلمين سياسي، مادامت قد بقيت عقيدتهم هرمية فوقية تقوم على بيعة السمع والطاعة". وأشار "الصياد": "كان جمال طوباويا مثاليًا، وطفلا جميلا بريئا، فلم ألتق الرجل غير مرة واحدة، وإن لم تخني الذاكرة فأظنها كانت على الساحل الإماراتي للخليج". وأردف: "كلهم قتلوك يا جمال، ثم وقفوا كما في حكايا شكسبير يتبادلون الاتهامات، كلهم قتلوك؛ بالسلاح، أو بالصمت، أو متاجرة إعلامية بقضيتك، أو بمقايضة دمائك على طاولة صفقات سياسية، أو اقتصادية قذرة. واختتم مقالة بقولة :"كلهم خانوك يا جمال، إلا جريدتك تلك (التي تنتمي للأسف لعالم غير عالمنا) والتي تعرف معنى أن يقتل صاحب قلم لا لشيء إلا بسبب آرائه".