أتصور أنه إفلاس سياسى وإفلاس تكتيكى.. يُنبئ عن قرب الدائرة على الكيان الإسرائيلى.. ومن يعمل تحت خاصرتهم من الصهاينة العرب.. فالمراقب الجيد يتلمس الحقيقة الكونية الأكيدة، إن الكيان الإسرائيلى الآن بمخططاته القديمة الجديدة، يدور فى الحارات المسدودة ويتسلق الفراغ!. بالأمس قامت مجموعة مسلحة ملثمة بهجوم جبان مُعَد سلفًا.. على جنود حرس الحدود المصرية أثناء تناولهم الإفطار الرمضانى.. أسفر عن مقتل ستة عشر ضابطًا ومجندًا، وإصابة سبعة آخرين.. وقد أعلن المتحدث الرسمى باسم جيش الكيان الإسرائيلى (افيخاى ادرعيبى).. أنه تم قتل من قاموا بعملية سرقة المدرعتين المصريتين.. وتدمير أحد المدرعتين، على أيد القوات (الإسرائيلية).. بعدما حاولوا اقتحام الحدود.. وأردف قائلاً لا يوحد إصابات فى الجانب الإسرائيلى.. وكان قد أعلن الكيان الإسرائيلى يوم الجمعة الماضى محذرًا رعاياه (قبل الهجوم)، باحتمال أعمال إرهابية على أرض سيناء.. وعليه غادر الإسرائيليون على الفور. إذا أردنا قراءة المشهد الدموى الإرهابى.. فلابد من تناوله من خلال عدة محاور.. وأن (لا) يُتناول بمعزل عن كامب ديفيد ومعاهدة ( السلام ).. ولنستحضر معًا المشاهد القريبة التى حدثت فى مصر.. منها تكليف الرئيس الدكتور محمد مرسى، المهندس هشام قنديل بتشكيل حكومة حقيقية، وقد شُكلت! .. زيارة السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة فى قطاع غزة.. ومن ثم الاتفاق على مرونة الدخول والخروج عبر معبر رفح.. ودخول السولار الذى يأتى من قطر عبر المعابر المصرية، وليس عن طريق الكيان الإسرائيلى، الذى كان يفرض رسومًا طائلة مقابل المرور. إن هذا الفعل الإجرامى القديم الجديد.. لا يخرج عن دائرة تخطيط المخابرات الإسرائيلية، بعلم ومشاركة بقايا النظام المباركى البائد، وتلاميذ عمر سليمان.. الذى أعلنت إسرائيل مرارًا وتكرارًا، بأنه كنز إستراتيجى افتقدناه.. ويتبنى تأويله الإعلام الفلولى والليبرالى.. متهمًا حركات إسلامية، مشيرًا بأصابع الاتهام إلى حركة المقاومة حماس.. استعداداً لرسم وإعادة سيناريو كان يتبناه نظام مبارك العميل آنذاك لإسرائيل.. ريثما يتبناه النظام الحالى فى مصر.. بغلق المعابر ومن ثمَ المشاركة فى جُرم حصار أهلنا فى غزة.. وإثارة حنق المصريين من جهة أخرى.. قاتلهم الله أن يؤفكون.! سيناريو قديم.. وإن دل فإنما يدل على إفلاس سياسى، ليس هذا فحسب، بل على جهل الكيان الإسرائيلى المخابراتى، بحقيقة شعب أرض الكنانة.. وحكومة الدكتور هشام قنديل.. وأن هذا العبث المخابراتى لم يعد ينطلى عليهم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير التى أطاحت بنظامهم العميل.. لأن أهل غزة وحكومتها هم أول المتضررين من القلاقل التى من الممكن حدوثها على الحدود فى سيناء.. وهم من أوائل الشعوب التى أقامت الأفراح بانتصار الثورة، وبفوز الدكتور مرسى بالرئاسة.. وكان فوزه يُعد طوق نجاة ومقدمة لفك الحصار عن أهلنا فى غزة.. ناهيك عن الانتماءات الأيديولوجية التى يتفقون عليها فى انطلاقاتهم للعمل السياسى.. فهذا السيناريو الذى توقعته المخابرات الإسرائيلية (بدك إسفين) بين مصر وغزة.. سيناريو قديم، احترق قبل أن يظهر للنور.. وحادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، ليس عنا ببعيد.. فقد أُلصقت التهمة بعناصر قيل إنها تنتمى لحماس، ثم أظهرت التحقيقات أن حبيب العادلى وزير داخلية مبارك القابع فى سجون مصر، هو مهندس عملية تفجير الكنيسة آنفة الذكر. إن تشكيل الحكومة فى مصر يعنى للثورة المضادة، وللكيان الإسرائيلى.. بدايات للاستقرار القومى.. وخطوة ما لبث الأعداء أن يعرقلوا ولادتها، حتى كان الفشل حليف مكرهم.. وأظهرت الحكومة الجديدة مهارة وزرائها، الذين يحملون شهادات الدكتوراه فى أكثر من مجال.. وتعمل فى ثقة فى حماية الشعب.. وهذا ما يثير حنق الصهاينة الإسرائيليين والصهاينة من أهل مصر.. لأنهم لا يريدون أن تكون للشعب الريادة والاختيار لمن يمثلهم ويرعى شئونهم..