ما زال رأس المال الطائفى المشبوه يعمل عمله فى الخفاء وفى ظلام الغرف المغلقة، حيث تفوح فيها روائح الخيانة والعمالة كريهة منفرة.. وما زال هذا المال النجس قادرًا على شراء ذمم وضمائر خربة، وهى فى الأصل جاهزة للبيع لأول مشترٍ لها ولو بثمن بخس. ما زال هذا المال الملوث بما امتصه أصحابه من دماء المصريين وقوتهم الضرورى ممثلاً أبلغ تمثيل فى نجيب ساويرس، ذلك المثال الصارخ على المال المشبوه الذى تربى فى حجر الفساد وبرعايته، فما زال يعمل عمله الطائفى الخطر على مستقبل الوطن بما يبثه من سموم الحقد والطائفية التى يروى شجرتها الموبوءة غل دفين كأنه الثأر ضد الحق المنير الذى جاء به الإسلام ورسالته ودعوته ومنهجه الذى يصل الأرض بالسماء.. وكثيرة هى الأمثلة الصارخة على دسائس وأفاعيل مثل هذا المال الفاسد وغيره من الأموال التى لم تزل مخبوءة بمعرفة النظام البائد، والتى يغدق منها على مخططات سافرة لإجهاض الثورة وتفريغها رويدًا رويدًا من مضمونها الثورى، ومن صبغتها الإسلامية التى ارتضاها لها شعب مصر. فمن ذلك نجد صوتًا زاعقًا نشازًا لشخص يسمى ((محمد أبو حامد))، ولولا اسمه (المحمدى) لقلت إن له دينًا آخر غير الإسلام من فداحة عدائه السافر الصارخ العصبى لكل ما كان يصدر عن أى زميل له فى مجلس الشعب ينتمى إلى التيار الإسلامى، لا لشىء إلا لانتمائه إلى الإسلام.. وهذا ال ((أبو حامد)) احترف اللغو بالباطل فى حق جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بخصوصه، والتيار الإسلامى بعمومه، والأكل على موائد الكارهين للإسلام بين مصر وبيروت، وتمرس على القفز بين القنوات المشبوهة حتى استقر عند ((الوجه الآخر من العملة)): توفيق عكاشة المسبح بأمجاد وفضائل عصر الفساد البائد ورجاله نزلاء طره، ثم نجد ((الصورة المعكوسة)) لهذين الشخصين الكريهين معًا وقد تجسدت فى مصطفى بكرى، الذى كان بعض المصريين يحترمونه إلى أن صار ((المتحدث الرسمى باسم العسكر)). هذه الأموال الفاسدة والطائفية ما فتئت تمول تسليح بعض أقباط مصر، وتمول استقالات أعضاء الجمعية التأسيسية بغرض إجهاض الدستور قبل أن يولد، وتمول حرق مقرات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة.. والمؤامرة فى كل هذا واضحة جلية لكل ذى عينين تريان الحق وعقل يعى الحقيقة. ومن غير شماتة نتأمل فيما حدث مؤخرًا لهذا الطائفى فى أحداث أبراج (النايل سيتى) المملوكة له، حيث صرح بعض سكان رملة بولاق وكشفوا عن علاقته الوثيقة (بترسانة منظمة) من البلطجية التى يقودها عقيد متقاعد يدعى عمرو الدالى، وعن أجور شهرية تدفع لهم.. ثم نتأمل كيف انقلبوا عليه ونحن لا نعلم حقيقة ما وراء انقلابهم هذا.. ولكننا نعلم أنه ((لا يعلم جنود ربك إلا هو)). عضو اتحاد كتاب مصر