قالت صحف أسبانية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقترح على إسبانيا بناء جدار عازل، يُساعدها على وضع حدٍّ لأزمة الهجرة إلى أوروبا. جاء هذا خلال اجتماع عُقد مؤخراً مع وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإسبانية. وأضافت التقارير أن بوريل ذكر اقتراح ترمب خلال مأدبة غداء في مدريد الثلاثاء الماضي. ولم ترد السفارة الإسبانية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق، لكن وزارة الخارجية الإسبانية قالت إن تعليقات بوريل دقيقة ، بحسب الجارديان البريطانية. وقال بوريل إنه أخبر جمهوره بأن ترمب قارن الوضع في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بالوضع على طول الحدود الأميركية مع المكسيك. وأضاف أنه لا يؤيد وجود جدار على طول الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، وإن الدبلوماسيين الإسبان أخبروا ترمب أن الوضع مختلف بشكل كبير في كل الأحوال. وكان ترمب قد وعد خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على طول الحدود الجنوبية مع المكسيك، وإجبار الحكومة المكسيكية على دفع التكلفة. وقد اختلف ترمب معه، وفقاً لما ذكره بوريل، مضيفاً أن «حدود الصحراء لا يمكن أن تكون أكبر من حدودنا مع المكسيك». بينما تقول الجمارك وإدارة حماية الحدود الأميركية، إن الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك تبلغ حوالي 1900 ميل. ، فيما تشير معظم التقديرات إلى أن الصحراء تبلغ حوالي 3000 ميل من الشرق إلى الغرب. وعن طبيعة الجدار عبر الصحراء فإنه يمر عبر عدة دول ذات سيادة، إذ تنتشر الصحراء في 11 دولة، هي الجزائر وتشاد ومصر وإريتريا وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والسودان وتونس ، بحسب واشنطن بوست. وتقول الصحيفة، إنه لم يكن واضحاً من وسائل الإعلام الإسبانية ما إذا كان ترمب يتحدَّث بحماس عندما أدلى بالتعليقات المزعومة. يذكر أن إسبانيا شهدت ارتفاعاً في أعداد المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى شواطئها في الأشهر الأخيرة، نتيجة للقمع على طريق الهجرة عبر البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، وصل أكثر من 33 ألف شخص إلى إسبانيا، عبر غرب البحر الأبيض المتوسط ??في عام 2018، أي ثلاثة أضعاف العدد الذي وصل في نفس الفترة من العام الماضي. وحاولت الحكومة اليسارية لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز، الذي تسلم السلطة في يونيو، الترحيب بالوافدين الجدد، وقبول قوارب الإنقاذ الخاصة بالمهاجرين ، بعد أن رفضتها إيطاليا. وكان بوريل، الذي كان رئيساً للبرلمان الأوروبي في الفترة من 2004 إلى 2007، قد انتقد المشاعر المناهضة للهجرة في أوروبا، وقال لصحيفة واشنطن بوست، خلال زيارته إلى الولاياتالمتحدة في يونيو الماضي : «الجميع في أوروبا يتأثّر بهذا الفيروس؛ المخاوف من الهجرة، هذه ليست حالة إسبانيا» ، لكن تعليقاته في مأدبة الغداء، هذا الأسبوع، تؤكد على ما يبدو أن الهجرة والهوية هما أهم القضايا التي تواجه القارة.