اقترح أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، وزير الإعلام سابقًا، توزيع الصحف مجانًا؛ نظرًا لأن رفع الأسعار سيقضي عليها، مؤكدًا أنه سيأتي اليوم، الذي تختفي فيه الصحافة الورقية. وأوضح «هيكل»، أن الخبر أصبح هو اللاعب الرئيسي في المعادلة الصحفية، مشيرًا إلى أنه يتم التعرف على الخبر الآن في ظل التطور الإعلامي في وقتها، وأن القارئ لا يحتاج إلى قراءة الخبر مرة أخرى بعد مرور يوم على حدوثه، إنما هو يسعى إلى معرفة ما وراء الخبر. رئيس لجنة الثقافة والإعلام، شدد على ضرورة أن تهتم الصحف الورقية بالتحليل والبحث، فيما وراء الخبر حتى يجد القارئ ما يهمه في الصحيفة، منوهًا بأنه «لا يوجد مهنة في العالم دون محاسبة، وهناك جريدة بها 300 صحفي وتوزع 70 نسخة». جاء ذلك خلال صالون المحور، بمنزل رجل الأعمال الدكتور حسن راتب تحت عنوانك: «في حب مصر.. الإعلام الكلمة والرسالة»، بحضور هيكل، والدكتور مفيد شهاب الدين، أستاذ القانون الدولي، والكاتب الصحفي خالد صلاح، وزوجته الإعلامية شريهان أبو الحسن والإعلامي محمد فوده. عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قال إن هناك اتجاه عالمي، للوصول إلى حلول؛ لإنقاذ الصحافة المطبوعة أو الورقية، ومن ضمن المقترحات المطروحة، فكرة توزيع الجورنال مجاني، على حد قوله. وأضاف «بدر»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الفكرة تقوم على أن الجريدة تحتوي على كم كبير من الإعلانات كثيرة، وهذا يدر لها مبالغ جيدة، وفي نفس الوقت تحتوي على المادة الصحفية، التي يحتاجها الجمهور. وأوضح أن كل هذه محاولات وتصورات عامة، لإخراج الصحافة من أزمتها الحالية، غير أنه أكد أن تلك المحاولات كافة لن تجدي نفعًا، ولن يُكتب لها النجاح، دون أن يكون هناك مساحة من الحريات الصحفية، مع إفساح المجال؛ لكي تؤدي دورها. عضو مجلس نقابة الصحفيين، نوه بأنه ليس معترضًا على المبدأ، ولكن الجماهير والقراء، لن يقبلوا على صحيفة، محتواها لتا يخرج عن كونه نشرات حكومية، أو أنها جميعًا تحمل نفس المادة الصحفية، دون اختلاف بينها، مشددًا على أن الفكرة أو الأفكار التي تبحث عن مخرج للصحافة، بلا فائدة، طالما أنه لا يوجد حريات صحفية. أما، الدكتور هشام جمال، الخبير الإعلامي، قال إن الصحافة الورقية، لم تعد لها مستقبل، وهذا ليس في مصر وحدها، ولكن هذا الوضع عالمي، مؤكدًا «إذا شئنا أم أبىنا، فإن هناك تراجع واضح لمكانة الورقية، وهذا يرجع لعدة عوامل». وأوضح أنه من الصعب توزيع الجرائد الورقية مجانًا، لا سيما أن جزء كبير من مواردها يأتي من وراء الإعلانات وكذلك القراء الذين يشترونها، ومن ثم ليس أمرًا سهًلا تنفيذ تلك الفكرة، مضيفًا «الأهرام والأخبار مثلًا يعتمدوا في جزء كبير من إيراداتهما على الإعلانات والقراء، فكيف يتم التوزيع مجانًا». وأضاف «جمال»، خلال حديثه ل«المصريون»، أن طبيعة قارئ اليوم، لم تعد كما كانت في السابق، حيث أصبح يتلقى المعلومة بمجرد وقوعها عبر وسائل الإعلام الالكترونية، وبالتالي لن ينتظرها حتى تُطبع وتنشر في الجريدة الورقية؛ لأنه في هذه الحالة يكون مر عليها 24 ساعة. وأشار إلى أن قراء اليوم، يختلفون عن الأمس، فقديمًا كان القارئ يستعرض كافة أخبار ومقالات الجريدة، لتكوين رأي حول ما يدر، لكن الحاليين، ليسوا هكذا، وهذا يرجع إلى التطور التكنولوجي، الذي وقع خلال الفترة الماضية، وكذلك لأن الصحافة الورقية لم تعد تغطي لهم احتياجاتهم، أو ما يريدون. الخبير الإعلامي، أكد أن الورقية، باتت لا تستطيع منافسة الصحافة الالكترونية، مشيرًا إلى أن على مستوى العالم، أعلنت الوكالات وشركات الصحافة، عن توقف الصحافة الورقية، ولم يعد هناك مطبوع سوى بعض الجرائد، التي يصحبها ملحقات إعلانية، تدر لها عائد جيد.