ماحجم الأضرار التى يمكن أن تحدث فى مصر بسبب السيول ؟ وهل هناك فوائد للسيول يمكن أن تستفيد منها مصر ؟ وهل استعدت كافة الجهات المصرية بالخطط وتوفير الإمكانيات المطلوبة لتحقيق الإستفادة وتلك المخاطر ؟ وهل هناك اقتراحات وحلول يمكن أن تحقق الفوائد وتجنب مصر كوارث السيول ؟ . هذه بعض التساؤلات التى تدور فى أذهان الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى فى ضوء التصريحات والتحذيرات التى أطلقتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية حول موضوع السيول المتوقع حدوثها فى مصر خلال الفترة القادمة ؟ وقد أجابت عليها الدراسة التى صدرت مؤخراً بعنوان " سياسات الحد من مشكلة السيول في مصر-الواقع والبدائل " والتى أعدها الباحث أحمد رشدي عرفات . الدراسة أكدت أنه علي المستوي الاجتماعي نجد أن السيول كارثة طبيعية، ومأساة إنسانية، فهكذا تجتاح السيول الجارفة محافظات مصر على مدار السنوات الماضية، مخلفة وراءها العديد من القتلى والمصابين، جراء سقوط الأمطار والثلوج بغزارة على الطرق الصحراوية، خاصة بمناطق سيناء والصعيد والبحر الأحمر، فمنهم من يموت غرقا ومنهم من يموت صعقا بالكهرباء او يموت تحت الانقاض بسبب انهيار البيوت عليهم. وعلى المستوي الاقتصادي ينتج الكثير من المشاكل الاقتصادية نتيجة حدوث السيول، حيث تمثل السيول ظاهرة بيئية خطيرة تنعكس اثارها على المستوي المحلي والقومي الذي ينعكس بدورة على مستوي الرفاهية التي يحصل عليها افراد المجتمع وبالتالي تؤثر عن مدي انتمائهم وولائهم للوطن. كما تتمثل المشكلة ايضا فيما ينتج عن السيول من انهيار المباني والمنشآت وكذلك تعطل الطرق وانهيارها مما يؤدي الي وجود خسائر مالية كبيرة تتحملها الدولة وتتحمل نتائج السيول في اعادة بناء المنشآت والطرق وغيرها من تلك المخلفات. وتعمل السيول على تهديد جهود الدولة في التنمية. وفيما يتعلق بالمستوي البيئي فإنه ينتج عن السيول انجراف الطبقات الخصبة العليا من الاراضي ولذلك تخسر الدولة العديد من الافدنة الزراعية الصالحة للزراعة، بالإضافة لما تحتويه المياه من ملوثات وحيوانات والعديد من الميكروبات مما يؤثر على الافراد التي تجتاح تلك المياه منازلهم وتنقل لهم العدوي والامراض. لذلك فإنها تعتبر أحد أسباب الكوارث الطبيعية والبيئية غير أنها قد تكون على خلاف ذلك تماما لأن المسبب لها هو هطول الأمطار الذي ينتهي إلى كميات من المياه العذبة يمكن الاستفادة بها إلا أن الأضرار الناجمة عنها قد تكون في السرعة الهائلة التي تعطيها القوة التدميرية حتى تكتسح في طريقها كل ما يعترضها من البشر والبهائم والأخضر واليابس والمنشآت مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات والبنية الأساسية. فإذا استطعنا التحكم في هذه المياه والسيطرة على طاقتها فإنها تشكل مصدرا من مصادر النماء والخير للبلاد والعباد. وقدمت الدراسة عدداً من الأفكار والحلول للتخفيف من " بلاوى " السيول أوجزتها فيما يلى : 1- العمل علي انشاء السدود: ويتم ذلك بأن تقوم الحكومة بوضع دراسات من اجل انشاء السدود للحد من اثار السيول بالإضافة لاستغلالها والاستفادة منها وهناك 3 انواع من السدود سدود إعاقة للتقليل من سرعة جريان مياه السيل بقوة هائلة بحيث تعطي للمياه فرصة أن تغذي الخزان الجوفي أو استغلالها عن طريق الري أو تجميعها في خزانات أرضية للاستفادة منها، أو سدود تحويلية عبارة عن مجاري مائية لتحول نهاية مخر السيل وذلك لو هناك منشآت تعترض طريقه أو بحر كمنطقة صرف لأننا في هذه الحالة لا نريد للمياه أن تذهب لهذا المكان، فنحولها لمكان آخر حتي يمكن الاستفادة بها، وهناك سدود تخزين تكون أمام السيول بحيرات صناعية لتخزين المياه إما سطحيا لتستخدم في الشرب أو الري أو تسمح بتسرب المياه للخزان الجوفي. 2 - العمل علي انشاء طرق بمواصفات خاصة: تنفيذ طرق مائلة ويتم بجوارها عمل مجرى مائي بحيث يتم صب مياه السيول فى تلك الأماكن وبالتالي يتم تفادى آثار السيول السلبية، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى تمويل ضخم لتنفيذه وهو ما يصعب علي الحكومة تنفيذه في الوقت الحالي. 3 - زيادة الاهتمام الدراسات الخاصة بالسيول: وذلك من خلال العمل على التحليل الدقيق للتوقع بحدوث السيول وفترات تكرارها، أمر مهم للحد من أو تخفيف مخاطر الفيضانات، ويتم ذلك من خلال جمع المعلومات الخاصة بالفيضانات السابقة وتحليلها.وكذلك العمل على توفير المعلومات المناخية الدقيقة من خلال إنشاء شبكة من محطات قياس الأمطار والسيول لتسجيل شدة الأمطار والسيول، والاستفادة من السجلات والإحصاءات السابقة المتوافرة عن كميات الأمطار لدى بعض الجهات المعنية. وفى النهاية نؤكد على أننا نتمنى أن تكون مثل هذه الدراسات والأفكار محل إهتمام من جانب كافة الجهات المعنية ، وتقوم بوضعها موضع الإعتبار حتى يمكن تفادى المخاطر وتحقيق الفوائد من السيول وفقا لاساليب علمية حديثة وليس بطرق تقليدية تؤدى الى حدوث الكوارث كما يحدث فى معظم الأحيان .