«لا شيء فى العقد، طالما أن الشروط والأركان توافرت»، بهذه الكلمات، علق علماء أزهريون، على فتوى الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، والذى أجاز فيها عقد القران عبر مكالمة فيديو على الإنترنت بحضور المأذون. وكان «فخر»، قال فى الفتوى، إنه إذا كان الطرفان يعرف كل منهما الآخر ويحضر ولى الزوجة وشاهدين وتم العقد بينهما بحضور الشاهدين واكتملت أركانه وشروطه حتى مع تباعد المسافات بينهما، ولكن يعرف كل منهما الآخر، فلا مانع من ذلك. غير أن الداعية الإسلامى خالد الجندي، هاجم فتوى أمين عام دار الإفتاء، قائلًا: «لا أمانة فيها هى وصلت لكدا». وأضاف «الجندي»، خلال تقديمه لبرنامج «لعلهم يفقهون»، أن «هذه الفتوى غير صحيحة، ولا تتناسب مع التقدم التكنولوجى الذى يمكن التلاعب فيه بسهولة، وعدم التأكد من هوية الزوج أو الزوجة أو الشهود». واستطرد: «الفيديو أو الإنترنت فى النهاية عالم افتراضى ممكن يكون فيه خداع، وحرام فتوى مثل هذه تخرج من دار الإفتاء؛ لأن الموضوع متعلق بالتكنولوجيا، هنا فى خداع ويمكن يحصل اختراق، وممكن يحدث تزوير وانتحال صفة، وأمين الإفتاء تحدث ضمنيًا عن ذلك». وأردف: «لدى الكثير من الملاحظات على هذه الفتوى، لا بد من حسم الأمور، ودراسة الأعراض المحتملة التى قد تترتب عليها». الدكتور أحمد محمد عيد، المعيد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، قال إن هناك شقين فى المسألة، أولهما، أنه لابد أن يقوم الشخص المتواجد خارج البلاد من عمل وكالة لأحد الأشخاص؛ لإنهاء الإجراءات اللازمة لإتمام عقد الزواج. وتابع: «هناك إمضاءات ووثائق وإجراءات لا يمكن أن يتم الزواج إلا بإنهائها، وبما أنه خارج البلاد فمن المستحيل أن تتم أو إنهاء تلك الأوراق، لذا لابد من عمل وكالة لوالده أو أخوه أو أحد الأقارب الموثوق فيهم». وخلال حديثه ل«المصريون»، أوضح «عيد»، ل«المصريون»، أنه بعد إنهاء الإجراءات المطلوبة، يجوز عقد الزواج عبر الإنترنت، طالما أن شروطه وأركانه توافرت، وهذا هو الشق الثانى من المسألة. المعيد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أضاف أنه لو تم النظر للقضية من الناحية العقلية والمنطقية، فإن عقد القران لن يتم إلا بعد إنهاء الإجراءات الرسمية المتبعة عند الزواج، لذا لا إشكالية فى هذا العقد. أما، الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو مجلس النواب، قالت إن أركان الزواج معروفة ومعلومة للجميع، مشيرة إلى أنه إذا توافرت تلك الأركان فى هذا العقد، فلا شيء فيه. وأضافت «نصير»، ل«المصريون»، أن أركان عقد الزواج الصحيح، هى تواجد ولى الزوجة، وكذلك توافر الإيجاب والقبول بين الطرفين، إضافة إلى شرط الإشهار، مؤكدة أنه متى توافرت تلك الشروط، كان العقد صحيحًا، على حد قولها. أستاذ العقيدة، أشارت إلى أنه بعد ذلك لابد من توثيق ذلك العقد، لا سيما فى الوقت الحالي، والذى انتشر فيه التلاعب بهذا الميثاق الذى سماه الحق - سبحانه وتعالي- الغليظ، متابعة: «هناك بعض الرجال يستخدمون هذا الميثاق بطريقة خاطئة، خاصة غير الموثق».