أكد عدد من الفقهاء أن الزواج بصفة عامة عبر الانترنت يفتح باباً من الشر والفتنة، وأنه لا يجوز الزواج عبرالانترنت ، وآخرون يرونه وسيلة عصرية اقتضتها طبيعة وتطورات العصر وانتشار وسائل الاتصال الحديثة, وان التعارف والزواج عبر الانترنت, جائز وفق عدد من الضوابط والشروط. علماء الفقه وقعوا في حيرة في التعامل مع الفتوى الحديثة البعض اعتبرها مخالفة للشرع نتيجة لما ينقصها من شروط عقد الزواج من ولي وشهود وغيره ، والبعض الآخر يجيز الزواج عبر الفيديو كونفرانس إذا كان هناك توثيق والآخر وصف الفتوى بالمحيّره ذات الشبهات الكثيرة فقلق البعض من إبداء الرأي فيها ، أما آخر فأرجع إلى أن التعامل معها مبكراً سيكون مستغرباً لكنها ستصير أمراً حقيقياً بمرور الوقت . في هذا السياق يقول الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف إن الإنسان لا بد أن يعيش عصره في التكنولوجيا والتطور ، والانتفاع بالحضارة التي يحصن بها الإسلام وما وصل إليه الإنسان من معمار وطائرات وتكنولوجيا لم يكن متوقع من قبل ، مشيراً إلى أن سائر أهل الأرض لهم بطاقة مدنية فيها أسمائهم وحالاتهم الاجتماعية أعزب أم متزوج توثق حال الشخص . وأضاف الهلالي أنه لا يجوز الإنسان أن يعيش في الماضي وعليه أن يعيش عصره ،وتوثيق الزواج صار أمراً معروفاً عند أهل الأرض جميعاً لضمان حقوق الزوجية ولرفض البلطجة من قبل أحد الزوجين التي قد تحدث بعد الزواج فيمن يسيء التعامل مع الآخر في حال انتهاء العلاقات الزوجية لأنها تؤدي لضمان حقوق الزوجين . وأوضح أن الزواج الذي لم يوثق من حق الفقهاء ألا يعترفوا به ، والبعض الآخر لهم آرائهم ، ،مشيراً إلى أنه إذا كان الزواج عبر الفيديوهات الإلكترونية علماً بانه سيوثق وهناك توكيل رسمي لولد العروس أو لاخيه ،ويجوز التوكيل في الزواج والطلاق مع المشاهدة الإلكترونية . وتابع : الأصل عن الفقهاء والمذاهب الأربعة توثيق الزواج ،أما المذهب الظاهري رفض التوكيل في الزواج أو الطلاق إلا إذا كان قاصراً والمذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أجازوا التوكيل في الزواج . دار الإفتاء المصرية برئاسة الدكتور شوقي علام قالت في فتوى لها إن الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس، لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب التي يتعيب بها العقد مما يتصل بمبدأ الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلاً عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد. وأوضحت الدار في أحدث فتاويها أن لعقد الزواج الصحيح شروطًا يجب أن تتوافر عند عقده، والأصل في عقد الزواج أنه يتم بالصورة المعتادة من حضور طرفي العقد أو من يُوكَّل عنهما، وإجراء الصيغة في حضور شاهدين في مجلس واحد، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل". وأضافت دار الإفتاء أن ما يتم من سماع الشهود لصيغة العقد بين طرفيه في هذه الوسائل الحديثة كالهاتف وبرامج المحادثة عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" فلا عبرة به؛ لأن الأصوات قد تختلط، وهذا لا يُكتفى به في عقد النكاح؛ لأن القاعدة الفقهية تقول: "يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في الأموال". ويشترط لصحة الزواج خمسة شروط الأول: تعيين الزوجين، فلا يصح للولي أن يقول: زوجتك بنتي وله بنات غيرها، بل لابد من تمييز كل من الزوج والزوجة باسمه كفاطمة ، أو صفته التي لا يشاركه فيها غيره من إخوانه، كقوله: الكبرى أو الصغرى، الثاني: رضا الزوجين، الثالث: وجود الولي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بولي" رواه أحمد وأبو داود وللحديث: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني . الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط قال إن الزواج عبر الفيديو كونفرانس مسأله فيها لخبطة واختلاف كبير لا أستطيع أن أفتي فيها ، موضحاً أن للزواج شروط منها وجود الزوجين مع بعض بالإضافة إلى الشهود . وأضاف عميد أصول الدين بأسيوط أن الزواج عبر الانترنت أو شبكات التواصل الاجتماعي غالباً ما ينتهي بكوارث ،مشيراً إلى أن عقد الزواج حضور الزوج والزوجة والوالي والشهود على العقد ،منوهاً إلى أنه المعروف في الشرع والأضمن للزواج الناجح . وأوضح أن خلاف القواعد الرسمية للزواج الصحيح فيه شبهه مستشهداً بقوله تعالى " وإذ أخذنا ميثاقكم ووصف عقد النكاح بالميثاق الغليظ هو عين الوصف الذي وصف الله به الميثاق الذي أخذه من النبيين قال تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وليس أبلغ من التعبير القرآني العظيم في وصف علاقة الزوجية بكونها الميثاق الغليظ، وبما تعنيه الكلمة القرآنية من بلاغة وروعة من العهد والقوة والتأكيد الشديد لأهمية الحفاظ عليه والوفاء به. فالميثاق الغليظ يقتضي حسن المعاشرة بين الزوجين , وأن تقوم حياتهما على الصدق والوفاء لا على الخيانة والكذب , وعلى الحب والتفاهم لا على الأنانية والخداع .