يعتبر سعيد ابراهيم عبد العظيم أبو العلا يوم الخامس عشر من يناير عم 1998 يوما مشئوما بالنسبة اليه أن لم يكن أكثر أيام حياته شؤما، ففي نفس هذا اليوم صودرت حريته وروعت نفسه وأرغمت قدماه علي السير في طريق المعتقل، اليوم لم يكن عاديا فهو منذ الساعات الأولي منه وهو مليء بالأحداث الدراماتيكية التي بدأت عندما أعقب طرق شديد علي باب منزل سعيد ابراهيم دخول جحافل من رجال الأجهزة الأمنية للقبض علية وعندما كان هو غير مصدق لما يحدث كانت قدماه تخطوان باتجاه المعتقل، معتقل "وادي النطرون واحد" كانت الحروف بارزة علي باب المعتقل الذي دخل اليه مكبلا دون ان يعرف لذلك سببا، اليوم التالي في المعتقل مر بطيئا وعندما يأس من أن يجد أحدا يفهمه سببا لما يحدث له كان قد فقد الاحساس بالوقت، فالأيام كلها في المعتقل أحاسيس متشابهة بالألم والعذاب النفسي والفراغ القاتل، ما الذي يمكن أن يحدث غدا؟...لا شيء، الأمراض التي هاجمت سعيد ابراهيم عبد العظيم في المعتقل كثيرة لكن أكثرها إيلاما لنفسه مرض حساسية الصدر الذي يجعل الحياة داخل زنزانة مخنوقة أشبه بالمعجزة، لا تنفذ أحكام الافراج التي يحصل عليها من المحاكم علي كثرتها وهو ينتظر حصول معجزة تجعل تنفيذ أحدها أمرا ممكنا.......