كان إبراهيم إمام عمار يسمع كثيرا عن سجن أبو زعبل شديد الحراسة ،كانوا يقولون عنه أنه الجحيم بعينه ، والكلام الذي يقال عن ذلك المعتقل كان أكبر من أن يصدق علي الأقل بالنسبة إليه ،لكنه هو نفسه عرف أن كل هذا الكلام الذي سمعه أقل بكثير مما يحدث في الواقع من هول ما رآه عندما استضافته السلطات الأمنية في ذلك المعتقل لاحقا ، بدأت قصة الاستضافة عندما قام رجال المباحث بانتزاعه من فراشه في فجر إحدي ليالي عام 1993 ليدور في حلقة مفرغة ليومين تقريبا لينتهي به الأمر معتقلا في سجن أبو زعبل شديد الحراسة!،وعندما حان عليه الدور للتأقلم مع الواقع المعتقلي الجديد وجدت فيه الأمراض فريسة سهلة فدك مرض الدرن الرئوي صدره وانتشرت القرح المعدية في معدته التي عانت كثيرا من عدم وجود الطعام والماء الملوث وعندما كان عليه أن يدخل إلي مطحنة الأدوية المستوردة التي تظل حلا وحيدا محتملا لآلامه كان قد أصيب بالصرع،تلال هائلة من المعاناة جعلته يكتشف كم هو مرعب سجن أبو زعبل شديد الحراسة وإذا أضفنا لتلك المعاناة معاناة أهله الذين يضطرون لتكبد مشقة سفر طويل إلي ذلك المعتقل البعيد عندئذ تصبح دائرة المعاناة كاملة بانتظار حل سياسي معجز يخرج بهؤلاء الأبرياء الذين يملأون المعتقلات المصرية إلي النور.