ذكرت صحيفة "ألكيمينير"، الأمريكية، والمتخصصة في متابعة الشأن اليهودي عبر العالم، أن النظام المصري بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نجح بعد خمس سنوات من ثورة 30 يونيو، في الحد من خطر الإرهاب في البلاد، لافتًة إلى أن الإخوان المسلمين لا يمثلون الآن خطرا على مصر. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن جماعة الإخوان تبقي تهديدًا منخفض المستوى، فبعد خمس سنوات من الإطاحة بهم من السلطة، ما زال الإخوان يرفضون قبول هزيمتهم ويطالبون بالإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي كشرط مسبق لإجراء محادثات مع النظام الحالي. وقد دفعتهم أحداث عام 2011 إلى الحكم بعد ثمانين سنة طويلة تم خلالها حظرهم مرتين، وإعدام زعمائهم، واعتقال الآلاف من المتشددين منهم. اليوم، جماعة الإخوان في حالة يرثى لها، لقد تم حظرها كمنظمة إرهابية وتم اعتقال الآلاف من أعضائها، فضلاً عن حل حزبها السياسي والمنظمات التابعة لها، بالتزامن مع مصادرة مكاتبها وأصولها، كما سمح مرسوم رئاسي صدر مؤخراً بمصادرة الأصول الخاصة للأفراد الذين تم اعتقالهم بمجرد أن يصبح حكمهم نهائياً. علاوة على ذلك، فان معظم قادتهم في السجن ويواجهون اتهامات بالخيانة والعنف ضد المواطنين، هذا هو الحال بالنسبة للرئيس المعزول مرسي، والمرشد الأعلى للحركة محمد بديع ونائبيه خيرت الشاطر ورشيد البيومي، فضلاً عن شخصيات بارزة أخرى معروفة في العالم العربى. في المقابل، يحاول بعض الأعضاء الصغار إعادة إحياء أنشطة الجماعة مرة أخرى، لكنهم يخضعون للمراقبة المستمرة وغالبًا ما يتم إغلاق مكاتبهم المؤقتة أثناء القبض عليهم. ونوهت الصحيفة بأن القادة القلائل الذين تمكنوا من الفرار يلتمسون اللجوء في تركيا وقطر، إلا أن في هذه المرحلة، فنستطع القول إن الجماعة قد انهارت بالفعل في مصر، مشيرة إلى أن محاولات القيادي محمود عزت، المختبئ في مصر، أن يتلبس عباءة الزعيم ويبقي جماعة الإخوان على قيد الحياة انتهت دون نجاح يذكر، وذلك لأن الوضع الفوضوي أدى إلى الانقسام الفعلي في الحركة. وعقبت الصحيفة أن منظمة الإخوان المسلمين، في الوقت الراهن، تواجه مشكلة في تجنيد أعضاء جدد ولم تعد قادرة على إطلاق الاحتجاجات كما فعلت في عامي 2015-2016. وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك فشلت محاولات المصالحة لأنه على الرغم من استعداد الرئيس السيسي للحوار، ربما لأنه لم يعد يرى الإخوان تهديدًا حقيقًا على البلاد، ألا أنه يرفض كل الشروط المسبقة مثل إطلاق مرسي من السجن". ومع ذلك، سيكون من الخطأ رفض الحركة التفاهم مع النظام المصري، فهي قد أظهرت في الماضي قدرتها على الانتعاش مرة أخرى بشكل رائع، برغم أنه لا يزال هدفها الرئيسي، وهو العودة إلى الحكم الإسلامي وإعادة تأسيس الخلافة، وخلق قاعدة قوية في مصر والدول العربية الأخرى حيث حققت الأحزاب السياسية المرتبطة بالإخوان المسلمين نجاحًا كبيرًا .