تحت عنوان "مصر: قيادات الإخوان المسلمين نزلت المخابئ"، كتب المحلل الإسرائيلي "آساف جبور" في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية أن حملة الاعتقالات التي ينفذها الجيش المصري ضد حركة الرئيس المعزول "محمد مرسي" تتسع حيث تم اعتقال 2000 من أعضاء الجماعة حتى الأمس. ونقل الكاتب عن مصادر أمنية مصرية تأكيدها أن حملة الاعتقالات ضد الإخوان المسلمين والعناصر الإسلامية المتطرفة مستمرة، مشيراً إلى أن عدد المعتقلين حتى اليوم بلغ أكثر من 2000، فضلاً عن اعتقال أغلب قيادات الحركة، والذين كان آخرهم داؤود أبو شنب من التيار الجهادي السلفي والذراع الأيمن لمحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري"، والذي اعتقل بالأمس بشقة في حي مدينة نصر بالقاهرة. وأضاف الكاتب أن أعضاء حركة الإخوان المسلمين لم يقبلوا باستسلام حملة الاعتقالات التي ينفذها الجيش، مشيراً إلى أن عناصر في الحركة قالت إنه منذ بداية "صيد القيادات" تلقوا تعليمات تحذيرية توضح كيفية الهرب من الاعتقال. ونقل الكاتب على لسان عائشة ابنة أحد قيادات الإخوان المسلمين المختبئ في شقة آمنة: "لقد أمرونا بالامتناع عن استخدام الهواتف أو الإنترنت، وأن تتم المحادثات بالأسلوب المباشر فقط عن طريق مندوبين معروفين لكيلا ينكشف مكان الاختباء". وأضاف أن عائشة، وهو اسم مستعار، والتي تبلغ من العمر 25 سنة، قالت بالأمس إن إجراء الطوارئ الذي تطبقه الأسرة تم تجهيزه مسبقاً: "هناك أمر اعتقال ضد أبي بسبب المنصب الذي يشغله بالحركة ولذلك هو يختبئ الآن. نحن اعتدنا على إجراءات الطوارئ. وقد حذرنا أبي بأن يوماً كهذا قد يأتي، وحكى لنا أنه على مدار سنوات طويلة أدارت قيادات الحركة الأمور في مخابئ تحت الأرض، وبالتالي فقد أعدنا لذلك اليوم مسبقاً". وتابعت عائشة ابنة القيادي الإخواني بأن حالة الإخوان المسلمين اليوم أسوأ من الماضي، نظراً لأنه خلافاً لأيام الاضطهاد والملاحقة في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، يبحث اليوم عن أعضاء حركة الإخوان المسلمين مجرد أناس عاديين في الشارع والذين يريدون رؤية الإخوان المسلمين في السجن، مشيرة إلى أن جيرانهم في العمارة نبذوهم وطلبوا منهم الرحيل عن المنزل: "جيراننا الطيبين الذين يعرفوننا منذ سنوات قالوا لنا أن نرحل لأننا هدمنا مصر. ولكنني أعرف أنهم لا يقولون كلام من القلب وإنما هو كلام نابع من الغضب، فضلاً عن أن هناك الكثيرين الذين لازالوا يحبون الإخوان المسلمين". وأشار الكاتب إلى أن وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" نقلت عن مصادر في حركة الإخوان المسلمين أن قيادات الحركة عادت لأيام الملاحقة التي لازمت الحركة منذ تأسيسها في عام 1928 حتى الإطاحة بنظام حسني مبارك في عام 2011.