اشتهرت اليونان خاصة مدينة "إسبرطة" والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية، بقتل الأطفال المعاقين، لأنهم لا يصلحون مستقبلاً في القتال. وكانت طريقة التخلص من المعاقين تبدأ عند ولادة الطفل، وحال التيقن من إعاقته يدفع به إلى مجموعة من وجهاء المدينة، والذين يلقون به من أعلى جبل للتخلص منه. كما فرضت السلطة قوانين صارمة للحفاظ على النسل القوى، وذلك من خلال عدم الزواج من السيدات ضعيفات البنية، وإجبار الرجال على طلاقهن إذا ثبت ضعف أجسادهن. العجيب أن النازيين ارتكبوا إبادة مروعة في حق المعاقين، كما فعلت حكومة إسبرطة الإغريقية. وترسخ لدى البعض اعتقاد أن «الهولوكست» مرتبط فقط بقتل النازيين لليهود، ولكن هناك إبادة من نوع آخر نفذها النازيون على أكثر من ربع مليون شخص من ذوي الإعاقة؛ لأن أجسادهم «غير لائقة». وفي ظل توجه نازي من الفوهرر "أدولف هتلر"، الذي يقدس القوة الجسمانية، إذا كنت ضعيفًا في ألمانيا النازية فأنت عبء على المجتمع تهدد «نقاء العرق النازي» ويجب التخلص منك، وإذا كنت سليم الجسد، فيجب أيضًا أن تحافظ على صحتك التي «لا تخصك وحدك، وإنما تخص الفوهرر». ورأى النازيون أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي حلّت بألمانيا في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي جاءت نتيجة ضعف السكان؛ الذي خلق توزيعًا غير عادل للأعباء الاقتصادية والاجتماعية، وفق ما نشرته ساسة بوست. وقد شنّ النازيون حملاتهم الدعائية ضد ذوى الإعاقة، باعتبارهم عبئًا زائدًا على المجتمع، ويجب التخلص منه، وقد صورتهم الأفلام النازية على أنهم عبارة عن مجموعة من البشر عديمي الفائدة الذين يأكلون ويشربون فقط، بل أشخاص غرباء «لا يستحقون الحياة»، ويهددون نقاء «العرق الآري»، ووجودهم في المجتمع الألماني غير صحي وغير طبيعي. وحكى أشهر أفلام الدعاية النازية الذي يحمل اسم «أنا أتهم»، قصة طبيب قتل زوجته من ذوي الإعاقة، وطرح فكرة «القتل الرحيم» حلًا للتخلص من ذوي الإعاقة. وأصبحت فكرة «القتل الرحيم» التي طرحها الفيلم واقعًا في ألمانيا النازية منذ أكتوبر 1939، عندما اعتمد أدولف هتلر برنامج «القتل الرحيم»، وما يُعرف ب«T4 » لقتل ذوي الإعاقة، وبدأ بتشجيع الأطباء والموظفين في البداية لإهمال المرضى حتى يموتوا. عملية القتل لغير الأصحاء اتخذت بعد ذلك مسارًا أكثر منهجية من خلال زيارة بعض المستشارين الألمان للمستشفيات لتقرير من يموت، ثم إرسال المرضى لمراكز القتل الرحيم ليُقتلوا في غرف الغاز السام أو عن طريق الحقن القاتلة. ولم يقتصر الأمر على قتل ذوي الإعاقة البالغين فقط، وإنما امتد للأطفال والرضع من ذوي الإعاقة الذين لم يسلموا من القتل الممنهج عن طريق تجويعهم، أو حقنهم بجرعات مميتة من الأدوية. وبعد ذلك تُحرق جثث الضحايا في أفران كبيرة تسمى أفران الحرق، وقد بلغ العدد الإجمالي لمن قتلهم النازيون من ذوي الإعاقة نحو من 275 ألف بقتل ممنهج، سبقه تعقيم إجباري واسع النطاق لذوي الإعاقة منذ عام 1933 بمجرد وصول النازيين إلى الحكم. يذكر أن الاتقافية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والطب العضوى حظرت القتل الرحيم، إلا أن هناك 14 دولة فى العالم تسمح به منها سويسرا، وذلك عبر طريقتين، الأولى بإعطاء المريض الذى لا أمل من شفائه حقنة تقضى عليه أو التوقف عن تقديم العلاج الذى يتناوله، ما يعجل بوفاته. وتعمل بلجيكا واللوكسمبورج وهولندا وسويسرا بالطريقة الأولى، أما الولاياتالمتحدة فتحظر ذلك على المستوى الفيدرالى فى حين يسمح به في بعض الولايات كواشنطن وأوريجون وفيرمونت. بينما تعمل الدنمارك وفنلندا وفرنسا والهند وإيرلندا وإيطاليا وكولومبيا والمكسيك بالطريقة الثانية.