بمناسبة احتفال الأممالمتحدة ب«يوم حقوق الإنسان».. أقترح إطلاق مبادرة لصيانة حقوق الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة، بإدخال بعض التعديلات على قانون إنشاء المبانى والطرق العامة وبرامج التعليم والرعاية الصحية وتذكير العالم بما عانته البشرية من ذوى الآراء المريضة فى أثناء الحقبة النازية بألمانيا، حين أصدر هتلر قانون «التطهير العرقى» بهدف تنظيم الدولة للتكاثر البشري، الذى كان يمنع النسل المريض وراثيا، ومن بين البنود المذكورة فيه التحريم على «غير المرغوب فيهم» إنجاب الأطفال، كما فرض تعقيم أفراد معينين من المعاقين بدنيا وعقليا، حيث تم تصويرهم على أنهم عديمو الفائدة للمجتمع ويهددون نقاء الجينات الآرية، ومن ثم فلا يستحقون الحياة، وفى بداية الحرب العالمية الثانية، تم استهداف الأفراد المعاقين عقليا، أو المعاقين بدنيا، أو المرضى العقليين فيما سماه النازيون برنامج «القتل الرحيم»، بعدما اعتمد أدولف هتلر بدء هذا البرنامج، حيث كان يتم قتل الأشخاص ذوى الإعاقة الجسدية أو العقلية خنقا بالغاز والحقن المميت. ولكن دائما حتى فى أحلك العصور ظلاما نجد هناك «أناسا أحياء»، حيث أدان الأسقف كليمنس أغسطس عمليات القتل فى موعظة عامة فى 3 أغسطس عام 1941، كما عارضت شخصيات عامة أخرى ورجال دين عمليات القتل هذه، مما دفع هتلر لإلغاء القانون فى 24 أغسطس 1941، تحت النقد الشعبى المتزايد لعمليات «القتل الرحيم»، وقد كنت فى زيارة إلى ألمانيا أخيرا وزرت إحدى تلك القلاع التى كانت أحد مراكز «القتل الرحيم»، وقد تحولت الآن إلى متحف ومزار للسياح من جميع أنحاء العالم للتذكير بتلك الجرائم. والآن بعد مرور أكثر من نصف قرن على هذه الحقبة، نجد من يفكر بنفس العقلية ولا يضع اعتبارا لوجود أشخاص ذوى احتياجات خاصة بحاجة ماسة إلى خدمات وحقوق إنسان مثل الأشخاص الآخرين، وذلك فى جميع القوانين المنظمة للمنشآت العامة من طرق ومبان ودورات مياه ومساكن ومستشفيات ودور تعليم بجميع مستوياتها.. هذه الرسالة للجميع لعلنا ندرك حجم التحدى ونعمل على حفظ حقوق الإنسان المعاق وغير المعاق، قال تعالى فى سورة الحج: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور)!. د.كمال عودة غديف جامعة قناة السويس