استمرار للجدل الذي فجره نظام التعليم الجديد، الذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أعرب خبيران تربويون عن رفضهما لنظام الثانوية العامة المعدل، والذي لن يطبق فيه التقسيم القديم (علمي وأدبي)، ووصفا إياه ب "الفاشل والكارثي"، محذرين من أنه سينتج عنه مشكلات وأزمات عديدة، فضلًا عن أن سيُضيف أعباء جديدة على الأسر المصرية؛ بسبب تزايد الإقبال على الدروس الخصوصية. وخلال اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، قال الوزير، إن نظام الثانوية العامة المعدل لن يكون به نفس التقسيم القديم للعلمي والأدبي، موضحًا، أن "الطالب سيدرس في الصف الثاني الثانوي شعبتين فقط علمي وأدبي، وأيضًا في الصف الثالث الثانوي نفس الشعبتين دون التشعب لعلمي علوم أو رياضة". وتابع: "تم مراعاة المعايير العالمية في وضع الدرجات وتنظيم ساعة دراسة المواد، لتتماشى مع النظام العالمي في التعليم". الدكتور عبد الرحمن البرعي، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة بني سويف، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، قال إن "نظام الثانوية العامة الجديد لن يُكتب له النجاح، بل سينتج عنه مشكلات وأزمات عديدة، إضافة إلى أنه لن يؤدي إلى تطوير وتنمية التعليم". وأضاف ل "المصريون": "النظام الجديد سيتم تجريبه على الصف الأول الثانوني، ولن يتم تغيير قانون الثانوية العامة خلال العام القادم"، معربًا عن توقعه بأنه سينجح مع الصف الأول، بينما سيفشل عند تعميمه. وفي سياق رفضه للنظام المستحدث، قال النائب، إن "النظام الجديد، سيجبر الطلبة على اللجوء للدروس الخصوصية؛ نظرًا لأن الثانوية العامة لن تكون عامًا واحدًا كما هو الآن، ولكن ستكون ثلاث سنوات، ومن ثم سيحرص الطالب على عدم فقد أي درجات؛ لكي يحصل في النهاية على مجموع جيد". وأشار إلى أنه "سابقًا تم تغيير نظام الثانوية العامة، ليكون عامًا واحدًا؛ من أجل القضاء على الدروس الخصوصية،؛ وكذلك لتخفيف الضغط والعبء على أولياء الأمور"، متسائلًا: "كيف أجعله الآن ثلاث أعوام، والكل يعلم أن غالبية الطلبة تلجأ للدروس الخصوصية، خاصة في المرحلة الثانوية". وأوضح أن "مصر تعتمد على مكتب التنسيق، والذي يفرق فيه نصف درجة مع الطالب، بينما في بعض الدول الأخرى لا يوجد ذلك، والتعليم الجامعي بمقابل، وليس مجانيًا كما في مصر، ولذا فإن النظام الجديد، لا يصلح مع مصر". وقال الدكتور علي فارس، الخبير التربوي، والباحث في منظومة التعليم، إن "نظام التعليم الحالي عقيم، وبحاجة إلى تعديل، إلا أن النظام الجديد يدور في نفس الدائرة، ولا يجب تطبيقه؛ لأنه يؤدي لذات لنتائج". وأضاف ل "المصريون": "الدولة بحاجة إلى منظومة تعليم جديدة، لكافة مراحلها المختلفة، تقوم على ما يسمى بالتخصص المبكر، بمعنى أن الطالب الذي يريد أن يتخصص أو ميوله علمية، يبدأ في دراسة المواد العلمية منذ المرحلة الإعدادية ويستمر فيها حتى الجامعية، وهو ما يساعد على خلق طالب أو شخص متخصص في مجال معين ويتقنه، وليس هذا فحسب، بل سينتج الارتقاء به معرفيًا وعلميًا". الخبير التربوي، رأى أن "هذا النظام سينتج عنه تكوين معرفة تراكمية عند الطالب، وسيصير لديه ذخيرة كبيرة من المعلومات، بينما الدراسة شبه المنفصلة، ستخلق طالبًا فارغًا؛ لأنه بمجرد خروجه من الامتحانات سينسى غالبية ما حفظه".