طالبت قوى مدنية وإسلامية متحالفة سياسيًا مع "الإخوان المسلمين"، الجماعة بضرورة الانخراط في المجتمع المصري عن طريق حل التنظيم الحاكم للجماعة، والمتعلق بمكتب الإرشاد وغيره من مؤسسات رأوا أنها تشكل عائقًا كبيرًا أمام عودة أعضاء الجماعة للعمل في مصر، سواء في المجال السياسي أو الحكومي العام. محيي الدين عيسى وإبراهيم الزعفراني، وهما اثنان من قادة الجماعة في فترة التسعينيات طالبا بضرورة حل التنظيم العام لجماعة الإخوان، وتطبيق تجربة الجماعة في تونس والمغرب، بعد أن استقالا من التنظيم، واستمرا في تطبيق الأفكار الخاصة بمؤسسها حسن البنا والإخوان، دون الابتعاد عن فكرة النظام العام للدولة. وهو ما طالب به أيضًا، الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، متحججًا بأن الإبقاء على التنظيم "يمثل عائقًا أمام الإفراج عن أعضاء الجماعة في السجون". وأشار إلى أن "النظام السياسي يتكأ على فكرة وجود التنظيم كفزاعة ومن ثم يبطل كافة أعمال المعارضة ضده بحجة مشاركة جماعة الإخوان فيها"، لافتًا إلى أن "اتجاه أعضاء الإخوان للعمل العام والدعوي وحتى الانخراط في العمل السياسي بعيدًا عن التنظيم سيكون له بالغ الأثر في التعاطي مع النظام، الذي سيصبح مجبرًا على التعامل مع هذه الفئات". وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "حل جماعة الإخوان المسلمين يمثل الحل الأساسي للتعاطي مع الوضع السياسي الراهن في مصر، في ظل وجود تنظيم خارج القانون ويتعامل مع تنظيم دولي وغيرها مما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي لا تقبل به أي دولة حقيقية في العالم، خاصة وأن فكرة حل التنظيم تمت في دول مثل تونس والمغرب، حيث قررت قيادات الجماعة هناك الاستقالة من التنظيم مع الاحتفاظ بالأفكار الخاصة بالجماعة". وأضاف عيد ل"المصريون"، أنه لا يطلب أحد من أعضاء "الإخوان" بالابتعاد عن أفكارهم وحبهم لحسن البنا على سبيل المثال، وكل شخص مسئول عن أفكاره، إلا أن "الأمر يتعلق بسياسة دولة كبيرة مثل مصر، لا تقبل بأن يقود تنظيم كبير داخلها شخصيات خارجية". وأكد أن "جماعة الإخوان في منعطف تاريخي، يجب عليها أن تنحني له للإفراج عن أعضائها في السجون المصرية، وفتح الباب أمام أعضائها الفارين إلى الخارج بالعودة إلى مصر، على أن تنخرط بعد ذلك في العمل السياسي أو الدعوي بعيدًا عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين". غير أن خالد الزعفراني، القيادي السابق بالجماعة قال إن "المطالبين بحل جماعة الإخوان المسلمين ليس لهم وزن حقيقي ولا يمكن الاستماع لهم داخلها، ومن ثم لن تقبل بأي حال من الأحوال حل التنظيم، إلا أنه من الممكن أن تتقبل فكرة التوجه إلى الدعوة فقط والابتعاد عن العمل السياسي". وأضاف الزعفراني ل"المصريون": "الإخوان لن تقبل فكرة اعتزال العمل الدعوي وتحول نفسها لحزب سياسي مع حل التنظيم، خاصة وأن جزءًا من دورها التاريخي هو الدعوة والسياسة معًا، وبالتالي ترى أن هذه الأمور من الثوابت لديها، بينما تفكر في المصالحة مع النظام بعيدًا عن حل الجماعة".