تحوّلت مشاهدة مباريات كأس العالم 2006 في مصر على الهواء مباشرة إلى مشكلة كبيرة، بسبب تشفيرها وبثها حصرياً على قنوات شبكة "راديو وتلفزيون العرب ART"، باشتراكات تتراوح بين 150 و250 دولاراً، في ما أخفق التلفزيون الحكومي، في التعاقد مع الشركة المحتكرة للبث لنقل المباريات على الهواء مباشرة لعشاق الكرة في مصر، الذين اعتادوا على مشاهدة المباريات العالمية مجاناً. وفي حين سعي بعض رجال الأعمال المصريين من الحزب الوطني الحاكم، إلى بث المباريات مباشرة عبر شاشات عملاقة في الجمعيات والأندية الاجتماعية التابعة للحزب، ونشر إعلانات في شوارع القاهرة، تطلب من الراغبين في مشاهدة المباريات المسارعة ب "تسجيل أسمائهم"، فإنّ آخرون اعتبروا ذلك "دعاية للحزب ورجال الأعمال"، في وقت أعلن فيه الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أنّ مصر سوف تنقل مباريات كأس العالم المقرّر افتتاحها يوم 9 يونيو الحالي بألمانيا، عن طريق شبكة الإنترنت، دون أن يوضح كيفية ذلك. ولأنّ "الحاجة أم الاختراع"، كما يُقال، فقد بدأ عشاق الكرة في البحث عن سبل مختلفة رخيصة الثمن، لمشاهدة المباريات، سواء من خلال شركات غير قانونية تقوم بسرقة خطوط البث من قناة "ART"، وبيعها للجمهور عبر ما يسمي ب "الوصلة"، وهي سلك هوائي يجري توصيله بين الأحياء السكنية، أو البحث عن طرق أخرى لمشاهدة مباريات كأس العالم من خلال قنوات فضائية أوروبية أو حتى إسرائيلية، يصل بثها لمدن قناة السويس. كما سعت شركات أخرى إلى بث خدمة الإنترنت لنشر إعلانات كثيفة في الصحف، عن إمكانية مشاهدة المباريات عبر خدمة "دي إس إل"، التي تقدمها هذه الشركات بالتعاون مع قناة "ART" فيما تطوّعت صحف مصرية لنشر أسماء القنوات الفضائية الأوروبية (الألمانية)، التي يمكن مشاهدة المباريات عبرها مباشرة، عبر القمر الصناعي (أسترا)، ونشر تردداتها بالتفصيل لإرشاد المصريين إليها. من جهة أخرى يفضل الكثير من الشباب فكرة الجلوس في المقاهي أو "الكوفي شوب" كحلّ مضمون، عن الوصلات غير القانونية التي تقوم شركات أو أشخاص بتوصيلها إلي المنازل، مقابل اشتراكات شهرية زهيدة تصل إلى 5 دولارات، والتي تغير عليها قوات الشرطة من حين لآخر وتقطع أسلاكها، فضلاً عن مطاردة مصادر الوصلات التي تكون غالباً عبارة عن شقة يجري فيها استقبال البث المباشر ثم إعادة بثها، ومصادرة أجهزة الاستقبال والبث، ما يجعل المشاهدين خاضعين لهذه الوصلات غير القانونية وما يترتب عليها. كذلك لا يستبعد إعلاميون، أن يشتري تلفزيون مصر حقوق البث المباشر للمباريات في اللحظة الأخيرة "لأسباب سياسية"، تتعلق بالرغبة في تخفيف حدة الاحتقان في الشارع، بسبب أزمات القضاة والصحفيين والمحامين والاعتقالات، والتي تخفّ غالباً في مناسبات كروية دولية، على الرغم من عدم اشتراك الفريق المصري في كأس العالم، مثلما جرى في بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي شهدت نوعاً من التهدئة في الساحة السياسية.