بداية «زين أبو مريم» فى بولاق الدكرور وقتل طبيب الزيتون وطعن طالب الجامعة الكندية بالدقى.. من يوقف بلطجية الشوارع «المجنون» يسيطر على الشوارع بالمرج.. و«ياسر» يقتل صاحب محل بسبب «كارت شحن».. و«مرسى» تخصص مواقف و«كارتة» خبير أمنى: البلطجية استغلوا فرصة انشغال الدولة بالإرهاب.. وهذه حلول القضاء على الظاهرة حقوقى: الأفلام والمسلسلات التى تظهر البلطجى برئيًا وغياب المتابعة الأمنية للمسجلين هى السبب يبدو أن عصر القوة فى 2018 يأخذ طابعًا مختلفًا فى المشاجرات و"الفتونة" داخل الشوارع المصرية، فبعد أن كان القتل فقط أو مجرد الإصابة كرد لفعل أو تخليص لمشكلة قديمة بين شخصين أو أكثر أصبحنا الآن أمام معاملة أكثر إجرامًا وبشاعة، فالبلطجة الآن اتخذت طريقًا آخر لكسر العين وإرهاب الشارع والأشخاص المستهدفين، فانتشرت فى الفترة الأخيرة عملية البلطجة والسحل وتصوير الضحية أيضًا بصورة غريبة، وكأنما يريد أن يقول المتهمون إننا لا نرهب الأحكام ولا نخاف الأمن والسجون، فبعد أن كان المجرم يقوم بفعلته، ويتخفى أصبح الآن يقوم بتصويرها ونشرها على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى؛ حتى صار السحل هو أرقى أنواع البلطجة فى شوارع المحروسة. ومن جانبها "المصريون" تحاول أن ترصد فى تقريرها أبرز ضحايا السحل وجرائمه فى هذه العام. «زين أبو مريم» ضحية السحل فى بولاق فى بولاق الدكرور أمرت النيابة، بإشراف المستشار هشام رفعت الشريف، رئيس النيابة، بحجز 4 متهمين فى واقعة سحل وقتل شاب فى شارع "التلاجة" بمنطقة صفط اللبن التابعة لقسم بولاق الدكرور بالجيزة، وطلبت النيابة، ضبط وإحضار آخرين مشتركين في الحادث، كما طلبت النيابة الاستماع إلى الشهود في الواقعة للوقوف على ملابساتها. واجهت النيابة، المتهمين بمقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة، والتي أظهرت لحظات سحل الشاب وقتله، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثته. وكان قسم شرطة بولاق الدكرور، تلقى إشارة من شرطة النجدة، تفيد بحدوث مشاجرة ووقوع مصاب بدائرة القسم بين الطرف الأول «زين.أ.ع»، عاطل، ومصاب بجرح نافذ أسفل البطن وجروح طعنية وقطعية بأماكن متفرقة، وتم نقله للمستشفى، والطرف الثانى «صابر.م.ع» سائق، بحوزته بندقية خرطوش و12 طلقة، ونجل شقيقته «عز.أ» بحوزته فرد خرطوش، ونجل شقيقه الثانى «صلاح أ» حلاق، بحوزته سلاح أبيض «مطواة». على الفور تمكن رجال مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور من ضبطهم، وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة. وبمواجهتهم اعترفوا بالاعتداء على المجنى عليه محدثين ما به من إصابات وتجريده من ملابسه؛ انتقامًا منه لسابقة قيامه بإطلاق عيار ناري من فرد خرطوش كان بحوزته ابتهاجًا بحفل عرس، محدثًا إصابة نجل وكريمة الثانى برش خرطوش أودي بحياة كريمته بعد نحو عام من الإصابة. وعن تفاصيل الواقعة قال «هانى»، أحد أقارب المجنى عليه، إن 10 من البلطجية بحوزتهم أسلحة، اقتحموا منزل «زين العابدين» فحاول الهرب منهم بالقفز من الطابق الثالث، ليجد 5 أفراد آخرين فى انتظاره. وأوضح أن المسلحين ربطوا يدي المجني عليه، وجردوه من ملابسه كاملة، وبدأوا في سحله، ثم ربطوا قدميه في «توك توك» تابع لهم، وبدأوا بسحله مجددًا، مستخدمين كافة ألوان التعذيب، من تشريح جسده ووجهه باستخدام الأسلحة البيضاء «سيف وسكاكين». وتابع: لم يكتفوا بسحله عاريًا، وقاموا بفقع عينه بطريقة بشعة أمام المارة، من خلال استخدام سلاح أبيض «مطواة»، وظل المجني عليه يصرخ ويطلب الاستغاثة إلا أن خوف الأهالي من البلطجية وأسلحتهم منعتهم من إنقاذه. وأضاف أن المجني عليه تم نقله إلى مستشفى قصر العيني، وأجرى عدة عمليات، لكن تُوفي متأثرًا بجراحه. سحل وضرب طالب الجامعة الكندية بالدقى ولم يقتصر الأمر على ضحية بولاق الدكرور، فقد تمكنت قوات الأجهزة الأمنية بالجيزة، بقيادة اللواء عصام سعد، مساعد أول وزير الداخلية، من إلقاء القبض على المتهمين أبطال فيديو سحل شاب والاعتداء عليه بالأسلحة البيضاء في منطقة بين السريات. تعود التفاصيل عندما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فيديو يظهر خلاله مجموعة من الأشخاص يقومون بسحل طالب بالجامعة الكندية يدعى "أحمد جميل" أمام أعين المارة، وعقب ذلك تمكن المقدم مروان الحسينى، رئيس مباحث قسم الدقى، من القبض على المتهمين. حبس عصابة ال18 بالساحل وكانت قد قضت الدائرة 24 جنايات القاهرة برئاسة المستشار ثروت حماد، المنعقدة بمجمع محاكم جنوبالقاهرة بالسيدة زينب، بالسجن 5 سنوات والمراقبة مدة مماثلة ل18 شخصًا؛ بتهمة البلطجة واستعراض القوة، خلال مشاجرة بمنطقة الساحل فى القضية رقم 84 لسنة 2017 شبرا، صدر الحكم بعضوية المستشارين عادل بديع وإيهاب الجنزورى وباهر بهاء الدين. والمتهمون هم عبده إبراهيم وسيد على وعلى سيد ومحمد صلاح وإبراهيم صبحى وصبحى بدر ورضوان إبراهيم وسعيد سيد ومحمد صبحى وسالم محمد وأحمد زايد وإمام سيد وكريم قناوى ومحمد قناوى ووليد أشرف ومحمد سيد وشعبان محمد ووائل قناوى. تفاصيل الواقعة تعود عندما تلقت الأجهزة الأمنية، إخطارًا من نجدة القاهرة؛ يفيد بتلقيه بلاغًا من الأهالى بنشوب مشاجرة بين عدد من المواطنين، وعلى الفور انتقل رجال الشرطة إلى مكان الواقعة، وتمكنوا من إلقاء القبض على أطراف المشاجرة والأسلحة المستخدمة، وتحرّر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتى أمرت بحبس المتهمين وإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة التى أصدرت قرارها المتقدم. «المجنون» يسيطر على منطقة المرج وكانت قد أمرت نيابة المرج، برئاسة المستشار أحمد شديد، بحبس المتهم "محمد.م"، والشهير ب"المجنون"، عاطل، لاتهامه بممارسة البلطجة وفرض الإتاوات على أهالى المرج. تعود الواقعة لتلقى قسم المرج عدة بلاغات؛ تفيد بممارسة المتهم "محمد.م" البلطجة واستعراض القوة وفرض الإتاوات على الأهالى، وبتكثيف التحريات، وإعداد الأكمنة تم القبض على المتهم. تبين من التحقيقات الأولية، أن المتهم مطلوب فى 7 قضايا من بينها ممارسة البلطجة. «مرسى» أخصائى بلطجة فى المواقف قررت نيابة المقطم والخليفة الجزئية، حبس عاطل 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بفرض الإتاوات على السائقين بموقف سرفيس السيدة عائشة، وكلفت النيابة العامة رجال المباحث بسرعة التحريات حول النشاط الإجرامى للمتهم ، وبيان وجود ضحايا آخرين من عدمه. وردت معلومات لضباط إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة مفادها قيام "مرسي.ف.م.م"، 58 سنة، عاطل، ومقيم الخليفة، بفرض إتاوات على قائدى السيارات الأجرة بموقف سرفيس خط السيدة عائشة البساتين، بدائرة قسم شرطة الخليفة وتحصله منهم على مبالغ مالية إضافية على الرسوم المحددة من قبل محافظة القاهرة "كارتة " دون وجه حق. وتبين صحة المعلومات، وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التى يتردد عليها أسفر أحدها عن ضبطه حال قيامه بتحصيل مبلغ مالى 5 جنيهات عن كل سيارة أجرة داخل الموقف بدون وجه حق، وعثر بحوزته على مبلغ مالى 70 جنيهًا. بمواجهته بالتحريات، وما أسفر عنه الضبط اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأن المبلغ المالى المضبوط بحوزته من متحصلات نشاطه المؤثم، فتحرّر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق والتى أمرت بما سبق. إحالة أوراق متهم للمفتى بعد سحله وقتله طبيبًا بالزيتون وكانت محكمة جنايات القاهرة، قد أحالت فى جلستها السابقة أوراق متهم لفضيلة المفتى لاتهامه بسحل وقتل طبيب شاب؛ بسبب خلافه معه على أولوية المرور بالزيتون، فى القضية رقم 13030 لسنة 2017. وكانت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار عبد الرحمن شتلة المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة، أحالت المتهم وهو سائق ميكروباص إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، لاتهامه بقتل طبيب دهسًا أسفل سيارته، بسبب خلافهما على أولوية المرور بالزيتون. ووجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد المقترن بتعاطى المواد المخدرة "جوهر الحشيش". وبدأت تفاصيل الواقعة بورود بلاغ بقتل طبيب أسفل سيارة ميكروباص، وبإخطار النيابة انتقل فريق منها ضم المستشارين سعد أبو العز وأحمد هانى وحسام حسين، لمناظرة الجثمان وفحص مسرح الجريمة، وتبين لهم أن الضحية فارق الحياة نتيجة دهسه بسيارة واستمر الدهس مسافة 250 مترًا ما حول الجثة لكومة من اللحم. وحصلت النيابة على تقرير تفريغ كاميرات المراقبة لسنترال مصر الجديدة وبعض المحال التجارية فى المنطقة. واستمع فريق النيابة، برئاسة المستشار محمد أبو المعالى، لعدد من الشهود بينهم راكبون، وصاحب صالون حلاقة بدأت عنده الواقعة، وبائع متجول، انتهت عنده الجريمة، وأكد الشهود جميعًا، أن الجريمة حدثت الساعة 7 مساءً فى شارع جسر السويس، أثناء سير الضحية بسيارته الملاكى، حيث فوجئ بميكروباص اصطدم به، بسبب أولوية المرور. وبورود تقارير الطب الشرعى والتحريات النهائية، أحال سعد أبو العز، وكيل نيابة حوادث غرب القاهرة، المتهم إلى المحاكمة العاجلة فى القضية رقم 13030 جنايات الزيتون لسنة 2017 بتهمة القتل العمد المقترن بتعاطى الحشيش، واستغرقت التحقيقات والإحالة للمحاكمة 22 ساعة فقط. طعن شخص بسكين بسبب «كارت شحن» وفى مدينة البحيرة اعتدى عامل على صاحب محل ب"سكين"، بسبب خلافات على "كارت شحن" بقرية الإمام مالك. وتلقى اللواء علاء عبد الفتاح، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من مركز شرطة وادى النطرون من مستشفى جراحات اليوم الواحد، بوصول "أبو العزم ع ا"، 35 سنة، صاحب محل، مقيم قرية الإمام مالك بدائرة المركز، مصاب بجرح طعنى نافذ بالبطن، وجرح قطعى بالرأس، ولا يمكن استجوابه. وبسؤال شقيقه "كرم ع ا"، 37 سنة عامل، مقيم بذات الناحية، اتهم "ياسر السيد حافظ" 38 سنة، عامل، مقيم بذات الناحية، بالتعدى على شقيقه بسلاح أبيض "مطواة" كانت بحوزته، لخلافات بينهما على ثمن كارت شحن محمول. وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأضاف بتخلصه من السلاح المستخدم بإلقائه بإحدى المجارى المائية، وتحرر المحضر اللازم. خبير أمنى: تردى الأوضاع الاقتصادية السبب من جهته يقول اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن نسبة الإجرام الجنائى أصبحت عالية جدًا، لوجود مطلوبين أمنيًا فى الشوارع وانشغال قوات الأمن والشرطة فى مكافحة الإرهاب ومطاردة الجماعات الإرهابية؛ مما أدى إلى زيادة العنف فى الشارع بعدما استغل المجرمون فرصة انشغالهم. ويضيف لاشين، وعن أهم الحلول يقول إنه لابد من إيجاد إجراءات أمنية عاجلة وسريعة، وخبطات قوية لأجهزة الأمن، وتشديد القبضة، والتواجد الشرطى الفعال فى الشارع المصرى، من خلال حملات مستمرة على أوكار المجرمين لضبط الهاربين والمحكوم عليهم، وإعادة الاعتقال الجنائى طبقًا لقانون الطوارئ لتخفيف وطأة الإجرام. وأوضح الخبير الأمنى، أن العنف تزايد بشكل ملحوظ فى الشارع المصرى فى الأيام الأخيرة، مؤكدًا أن الأسباب تعود إلى تردى الأوضاع الاقتصادية فى البلد، مما يدفع المواطنين إلى السرقة، ويترتب عليها التشاجر أو القتل، فى سبيل الحصول على الأموال، إضافة إلى أن أغلب سائقى الميكروباص والتوك توك الذين يتعاملون مع آلاف المواطنين يوميًا مجرمون، ولهم سوابق جنائية، ومعظمهم يرتكب جرام خطف البنات والحقائب، وكذلك انتشار الانفلات الأخلاقى؛ مما يزيد من الانفلات الأمنى وحمل الأسلحة النارية والبيضاء. عبد السلام: عوامل كثيرة تقف خلف هذه الظاهرة هذه أهمها ومن جانبه علق المحامى والحقوقى عمرو عبد السلام، نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، على أسباب انتشار ظاهرة السحل فى الشوارع المصرية، بأن أسباب انتشار حوادث العنف يرجع إلى عدة عوامل منها نفسية واجتماعية، ومنها الأمنى والقانونى، حيث إن المجتمع المصرى يعانى من العشوائيات التى أنتجها نظام "مبارك"؛ بسبب إهمال الطبقات المعدومة والمهمشة من جانب نظام حكمه، حتى باتت قنابل موقوتة بدأت فى الانفجار عقب ثوره 25 يناير وحتى الآن. وأضاف الحقوقى، أن العشوائيات والمخدرات والبلطجة أنتجت مجرمين شديدي الخطورة لا يهابون القانون ولا يبالون بآثار جرائمهم؛ مما جعل الشارع عبارة عن غابة يحكمه منطق القوة والبلطجة. وأوضح "عبد السلام"، أن من عوامل انتشار جرائم البلطجة والعنف يرجع لحالة الانفلات الأسرى الذى أصبحت تعانى منه الأسر المصرية تجاه أبنائهم؛ يسبب غياب دور الأب والأم فى التربية والتنشئة السليمة. وأكد الحقوقى، أن مسئولية الإعلام والمسلسلات والأفلام التي تحرض على العنف وتمثل البلطجي بأنه بطل شعبي محبوب بين جيرانه هي من ضمن الأسباب المهمة أيضًا التي يجب مراقبتها. ونوه نائب رئيس منظمة الحق، بأن كل تلك العوامل ساعدت على انتشار ظاهرة البلطجة في الشارع المصري، بالإضافة إلى تراخي وتقصير الشرطة في بعض الأحيان في كيفية التعامل مع البلاغات التي ترد إليها وقت وقوع الجريمة، فهي تعطي الفرصة للمجرم بالهروب والإحساس بالانفلات الأمني وغياب دور الشرطة.