لاقت تصريحات سامح عاشور نقيب المحامين التى ألقاها بميدان التحرير فى ذكرى احتفالات ثورة 23 يوليو استياء الكثيرين، والتى قارن فيها بين ثورتى 25 يناير ويوليو وأكد خلالها أن عبد الناصر هو القائد الغائب لثورة يناير والتى تفتقد للقائد حتى الآن، حيث أكدت القوى السياسية أن المقارنة ليست وقتها الآن وأن قائد ثورة يناير هو الرئيس المنتخب الذى أتى به الشعب، داعين عاشور للنظر على مشكلات المحامين والعمل على حلها بدلا من إطلاق التصريحات التى تضر أكثر مما تفيد. وأكد الدكتور إبراهيم إلياس عضو مجلس النقابة العامة للمحامين ورئيس لجنة الشئون السياسية بالنقابة أنه يرفض تصريحات عاشور التى أدلى بها فى ميدان التحرير باحتفالية ثورة يوليو, مؤكداً أن كل الثورات بالعالم قائدها هو الشعب. واستطرد إلياس أن المقارنة بين ثورة 25 يناير وبين ثورة يوليو ظالمة لأن ثورة يناير كان قائدها الشعب الذى عانى الظلم والقهر والاستبداد والفقر، مستنكرا المقارنة بين ثورتين لكلا منهما ظروف مختلفة فنحن الآن نعيش فى عصر ثورة الاتصالات والمعلومات والعالم أصبح قرية صغيرة فما من شاردة أو واردة إلا ويعلمها القاصى والدانى, أما فى عهد عبد الناصر فكان يعمل هو والجيش فى صمت أكثر من الآن, مضيفاً أن المقارنة هنا ليست عادلة. بينما رفض خالد فؤاد حافظ المحامى ورئيس حزب الشعب الديمقراطى تصريحات سامح عاشور ووصفها بأنها ليست فى محلها والأجدر به أن يلتفت لمصالح نصف مليون محامى ولمصالح النقابة, مستنكراً عدم اهتمامه بمشاكلهم والاهتمام بأشياء لا تثمن ولا تغنى من جوع. واعتبر فؤاد أن المقارنة بين ثورتى 25 يناير ويوليو كمن يحارب طواحين الهواء, مؤكداً أن عقارب الساعة لن تعود للوراء ولن يعود عبد الناصر مرة أخرى فلكل ثورة وقتها وظروفها فثورة يناير كانت ثورة شعبية بطلها الشعب وإنما ثورة يوليو فهى حركة عسكرية التف حولها الشعب وأيدها وباركها ودعمها ولذلك كتب لها النجاح ولولا مشاركة الشعب لها لكتب عليها الفشل وهو ما يؤكد أن الشعب هو الفيصل الدائم فى نجاح الثورات. واتفق معه فى الرأى مؤمن الراشد المتحدث باسم حزب الإصلاح والتنمية، وقال إنه يشم رائحة تودد من قبل الناصريين للمجلس العسكرى وللمدنيين المعارضين للإسلاميين وكأنهم لا يريدون أن يستوعبوا أنه بوصول الرئيس محمد مرسى للحكم أصبح بذلك قائد لثورة 25 يناير. ووصف الراشد ثورة يوليو بأنها كانت انقلابا عسكريا قام به الجيش أما ثورة يناير فإنها تختلف حتى لو لم يكن لها قيادة بالفعل, مؤكداً أن الثورات الشعبية هدفها دائماً إعادة تشكيل البنية التحتية الاجتماعية وهذا لم يتحقق فى ثورة يوليو. وفى السياق ذاته أكد الدكتور عبد المنعم سعيد الخبير السياسى والمدير السابق لمركز اللدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" أن الخطاب عن الثورات والماضى ليس وقته فمصر الآن فى حاجة إلى خطاب عن المستقبل ولندع الحديث عن الماضى والثورات للتاريخ وللمؤرخين ليسطروها ويشهد عليها الشعب. واعتبر سعيد أن الحديث عن ثورة 25 يناير بهذه الطريقة به قدر كبير من التلفيق, مؤكداً أن قائدها هو الرئيس المنتخب أياً كان من قام بها ولكن فى النهاية الصندوق قال كلمته, والدليل على ذلك أن آخر مجلس شعب كانوا هم الأغلبية فيه, وليكن تساؤلنا هو كيف سيحققون برامجهم وكيف يقومون بخدمة الشعب الذى أتى بهم.