رحيل د. عبدالشافي محمد عضو هيئة كبار العلماء

رحل عن عالمنا اليوم الخميس 24 شعبان 1439ه ( 10مايو 2018م) الأستاذ الدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بعد رحلة قضاها في رحاب العلم نيفت على النصف قرن ..كانت كلها عطاء ..وهو أحدأعلام مدرسة جامعة الأزهر التاريخية التي أنجبت الرموز والأعلام من أمثال: محمد الطيب النجار،وبدوي عبداللطيف، وعبدالعزيز الشناوي، ومحمود صالح منسي، ومحمد على حلة، وزينب عصمت راشد، وفتحية النبراوي، وعفاف صبرة، ونهلة المهر، وغيرهم ... وهو من أوائل أساتذة التاريخ الذين تخرجوا من قسم التاريخ والحضارة في جامعة الأزهر..
ولد سنة 1936، ثم تعلم في الأزهر وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية سنة 1962، ثم التحق بكلية اللغة العربية - قسم التاريخ والحضارة وتخرج بتفوق سنة 1966، ثم أراد أن يكمل المسيرة فالتحق بالدراسات العليا وحصل على الماجستير سنة 1968، والدكتوراه سنة 1974.
عين فور تخرجه معيداً بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 1966، ثم مدرسا مساعداً سنة 1968، ثم مدرساً للتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية سنة 1974، ثم أستاذاً مساعداً سنة 1978، وأستاذاً سنة 1984، ثم أستاذاً متفرغاً سنة 2001..
أثرى الدكتور عبدالشافي محمد عبداللطيف المكتبة العربية بالعديد من الكتب والأبحاث والتي شملت عصور التاريخ الإسلامي وخصوصاً القرن الأول وبحوثاً في مجال السيرة وتاريخ الخلفاء الراشدين مشتهرة واستفاد منها الباحث المتخصص والقارىء العادي على السواء، وتمتاز هذه الكتب بالأسلوب السهل الممتنع،ثم تطرقت كتبه وأبحاثه إلى تاريخ مصر الإسلامية وخصوصاً في العصر الفاطمي، ولم يكتف بهذا ولكنه تطرق إلى الفكر الإسلامي الحديث حيث تحدث عن العلمانية وآثارها، كما حاز التاريخ الحديث منه بنصيب، ومن كتبه: "تاريخ الإسلام في عصر النبوة والخلافة الراشدة"، و"العالم الإسلامي في العصر الأموي"، و"الإدارة في الإسلام" و"التاريخ الإسلامي من ظهور الإسلام حتى سقوط الدولةالأموية"، و"الحركة الوطنية المصرية وموقفها من الاستعماروالصهيونية"، و"أوائل المؤلفين في السيرة"، و" أهل الصُفة – رضى الله عنهم"، و"العلمانية في الفكر الإسلامي"، و"الجيش المصري من الفتح الإسلامي إلى دخول الفاطميين مصر".ومن أبحاثه نذكر: "صدى الدعوة الإسلامية في العهد المكي في مدن الحجاز غيرمكة المكرمة"،و"العلاقة بين المسلمين وقريش من الهجرة إلى غزوة بدر". و"العلاقات بين المسلمين والروم في ضوء غزوة تبوك،و"الدولة الإسلامية وعلاقاتها الدولية في عهد النبي صلىالله عليه وسلم"، و"محمد بن إسحاق وأثره في كتابة السيرة النبوية"، و"قراءة جديدة في موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه منالفتوحات الإسلامية"،و"الإدارة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم"، و"دور المصريين في إنشاء البحرية الإسلامية"، و"الفتح الإسلامي ببلاد ما وراء النهر وانتشار الإسلامهناك"، و"تبادل الوفود والهدايا بين خلفاء المسلمين والأباطرةالبيزنطيين"، و"الأموريون ودورهم في نقل الحضارة الإسلامية العربية إلىالأندلس"، و"نشأة الاستشراق وتطوره إلى نهاية الحرب الصليبية"، و"واقع الإنسان في المجتمعات الإسلامية المعاصرة".
وقد عمل الدكتور عبدالشافي في العديد من الجامعات العربية منها : جامعة الإمام محمد بن سعود، وفي معهد الحضارة الإسلامية في وهران بالجزائر، وكلية الآداب جامعة البحرين، وكلية الشريعة جامعة أم القرى، وكلية الآداب جامعة صنعاء، كما اشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه واشترك في العديد من المؤتمرات المصرية والدولية ..
وقد نعى الأزهر الشريف، وفاة العالم الجليل الدكتور عبدالشافى محمد عبداللطيف، وأكد أن التاريخ سيظل يذكر فقيده، والأمة بعلمه وبما قدمه للمكتبة العلمية من كتب ومؤلفات عن التاريخ الإسلامى وما مرَّت به حضارة المسلمين عبر تاريخها القديم والحديث .
وتقدَّم الأزهر بخالص العزاء والمُواساة للعالم الإسلامى، ولأسرة الراحل، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ".