«لي هسين لونج»: - خريجو الأزهر يساهمون بقوة في دعم قيم التسامح والتعايش في سنغافورة - حريصون على الاستفادة من تجربة الأزهر في التصدي للأفكار المتشددة قال لي هسين لونج، رئيس وزراء سنغافورة، إن خريجي الأزهر يتولون جميع المناصب الدينية في بلاد، ويساهمون بقوة في تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء المجتمع، وفي التصدي للأفكار المتطرفة. وأضاف أن هذا هو ما يفسر حرص مسلمي سنغافورة على إيفاد أبنائهم للدراسة في الأزهر، مشيدًا بكون الأزهر مؤسسة عالمية مستقلة لا دخل لها بالسياسة. وبدأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم زيارة إلى سنغافورة، تستمر ثلاثة أيام، في ثاني محطات جولته الآسيوية. وقال رئيس وزراء سنغافورة الذي أقام مأدبة عشاء رسمية على شرف شيخ الأزهر، إن "الأزهر يحظى باحترام واسع من السنغافوريين، لمنهجه الوسطي، البعيد عن التطرف والإقصاء". وأعرب عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون مع الأزهر، والاستفادة من تجربته في التصدي للأفكار المتشددة والجماعات الإرهابية، قائلاً إنه سمع بنشاط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ويود تعزيز التعاون معه، لمواجهة أفكار الجماعات الإرهابية، التي أصبحت تشكل خطرا يهدد استقرار الكثير من المجتمعات، وهو ما يتطلب دعم وتعزيز دور وجهود المؤسسات المعتدلة، مثل الأزهر الشريف. من جهته، قال الطيب إن المئات من طلاب سنغافورة يدرسون في الأزهر، وهم يتميزون بالجد والانضباط، موضحًا أن "الأزهر حريص على تزويدهم مع زملائهم من الطلاب الوافدين، الذين يقدر عددهم بأكثر من 33 ألف طلاب، بتعاليم الإسلام السمحة، وفقًا للمنهج الأزهري الوسطي، القائم على التعددية وقبول الرأي الآخر ورفض الإقصاء أو التمييز، والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش الإيجابي بين أبناء المجتمعات". وأعرب الطيب عن سعادته بزيارة سنغافورة، وبحفاوة الاستقبال التي لقيها، واصفًا إياها بأنها "تشكل نموذجًا مهمًا في التعايش الإيجابي بين مختلف الأديان والأعراق والثقافات، ولديها تجربتها المهمة في المزج بين التقدم الاقتصادي والتكنولوجي والتعليمي وبين الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية". واستعرض الطيب الدور الذي يقوم به مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية في رصد ومتابعة وتفنيد شبهات الجماعات الإرهابية، عبر الفضاء الإلكتروني من خلال 12 لغة. وأشار إلى جهود مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم السلام والحوار والتعايش، من خلال المؤتمرات والندوات وقوافل السلام، التي تجوب كافة أنحاء العالم، للتعريف بسماحة الإسلام ووسطيته، وفتح حوار مع أتباع مختلف الأديان والحضارات. وأعرب عن استعداد الأزهر لتعميق التعاون مع سنغافورة، في إطار العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تجمع بين مصر وسنغافورة، سواء من خلال استقبال الأئمة السنغافوريين لتدريبهم في الأزهر، أو إيفاد مبعوثين من الأزهر لتعليم العلوم الشرعية واللغة العربية، أو عقد اتفاقات تعاون وشراكة بين جامعة الأزهر والجامعات والمؤسسات التعليمية في سنغافورة.