«التعبئة والإحصاء»: 13 مليون شاب وفتاة عانس فى مصر.. مدمنة «فيسبوك» تروى مأساتها.. و"المرأة الجديدة": 48% من الرجال الذين يتزوجون عبر المكاتب منحرفون.. أستاذ علم الاجتماع: الآباء يحتاجون إلى وسائل تربية لم يكن الزوج يعلم ملامح عروسته إلا يوم الزفاف فى مصر، ولكن تغيرت الوسائل، واقتحمت التكنولوجيا المنازل، حتى بات البحث عن شريكة الحياة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، بمواصفات محددة وشروط ميسرة، أمرًا واقعيًا. وعززت العنوسة وارتفاع نسبتها فى مصر، وإحجام الشباب عن الزواج، من البحث عن شريك الحياة عبر "فيسبوك"، ما ساعد عددًا كبيرًا من الرجال والسيدات على افتتاح مكاتب للزواج عبر الإنترنت، بأن ترسل له بطاقتك ليوفق أمور الزواج بين الشخصين، مقابل نسبة مادية، كنشاط تجارى. ولم يكن الزواج عبر الإنترنت هو الطريقة المتبعة فى مصر، إلا أنها الآن باتت واقعة مع انتشار وتعدد وسائل التكنولوجيا، وأصبح من السهل البحث عن زوجة أو زوج، وأنت على فراشك، إلا أن الزواج عن طريق الإنترنت، اتخذ عدة طرق أخرى، فالبحث عن الحلال بات صيدًا سهلًا للترويج لممارسة الرذيلة، والهروب من فخ رجال الأمن. وكان اختيار الزوج لزوجته قديمًا يتم عن ما يسمى "الخاطبة"، وهى امرأة تكون فى العادة كبيرة فى العمر، وتعرف جميع الفتيات المقبلات على الزواج فى المنطقة، وتتوسط بين الشباب والفتيات؛ لاختار عروسة منهن، أو ما كانت الأم تبحث عن عروس ابنها من خلال ملاحقة الفتيات فى المناسبات التى تشارك فيها، وأكثرها مناسبة حفل الزفاف. «التعبة والإحصاء»: 13 مليون شاب وفتاة عانس فى مصر وفى آخر إحصائية لتقرير جهاز التعبئة والإحصاء، أكد أن العنوسة تنتشر فى مصر بدرجة كبيرة، حيث تُشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة فوق سن ال35، حيث يمثل معدل العنوسة فى مصر 17% من الفتيات اللاتى فى عمر الزواج، ولكن هذه النسبة فى تزايد مستمر، وتختلف من محافظة لأخرى، فالمحافظات الحدودية النسبة فيها 30%؛ نظرًا لعاداتها وتقاليدها، أما مجتمع الحضر فالنسبة فيه 38%، والوجه البحرى 27.8%، كما أن نسبة العنوسة فى الوجه القبلى هى الأقل، حيث تصل إلى 25%، ولكن المعدل يتزايد ويرتفع فى الحضر. ويتضح خلال الإحصائية أيضًا أن ظاهرة العنوسة فى مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيًّا ودينيًّا، مثل ظاهرة الزواج السرى والعرفى بين الشباب فى الجامعات، والشذوذ الجنسى بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات، حيث أكد التقرير أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ المجتمع المصرى يُعانى منها، لاسيما فى السنوات الأخيرة. جروبات ل«شقط الأزواج» شبح العنوسة دفع بعض السيدات إلى إنشاء "جروبات" خاصة وسرية مثل "كيف تشقطين رجلًا"، لحث الفتيات ومساعدتهن على الزواج، ويقدّم مساعدة للعديد من الفتيات اللاتى لا يعرفن كيف يوقعن بالرجل الذى يقعن فى غرامه، وذلك من خلال نشر بعض المعلومات الخاصّة به مع وضع صورته، من ثم تبدأ باقى الفتيات فى تحليل شخصيّته وتحديد المفتاح الذى يتم من خلاله الدخول به إليه وإلى قلبه. مدمنة «فيس بوك» وقفت طالبة فى مقتبل العمر تروى مأساتها بزواجها عبر ال"فيسبوك".. بثينة طالبة بكلية الآداب، تقول: "أنا مدمنة فيسبوك تعرفت على أستاذ جامعى يعمل فى السعودية، وارتبطت علاقتنا وتوطدت حتى عشق كل منا الآخر، حتى اتفقنا على الزواج، وبالفعل رجع إلى مصر وأتممت مراسم الزفاف وسافرت معه. تروى الطالبة: "عشت الأيام الأولى فى سعادة غامرة وأخدق علىّ المال، حتى اكتشفت كذبه ووجدته متزوجًا من ثلاث زوجات، ولديه العديد من الأولاد، وأجبرنى على العيش خادمة لهم، وأراعى ظروفهم حتى أخذت أفكر كيف أخرج من هذه الحالة، حتى استجاب الله لى بجارتى المصرية التي رأفت بحالى، وقالت لزوجها حتى ساعدنى على ترك السعودية والسفر إلى مصر من خلال معرفته ببعض المصادر الذين سهلوا سفرى، وبمجرد رجوعى بعد الإهانة والذل خلعته ورفعت قضية حملت رقم 7171 لسنة 2017". مؤسسة: 48% من الرجال الذين يتزوجون عبر مكاتب منحرفون وكانت مؤسسة المرأة الجديدة، أصدرت تقريرًا يوضح فيه استغلال مكاتب الزواج، المرأة للعمل فى الدعارة، مشيرة إلى أن 48% من الرجال الذين يتزوجون عبر المكاتب منحرفون، ويبحثون عن ضحاياهم بالاتفاق مع مكتب الزواج، وأن 7% من صفات الرجال المتقدمين للمكاتب، الطمع، وجمع الثروة، كما أن نسبة تحول الزوجات إلى متهمات فى قضايا جنائية وصلت إلى نحو 44%. كما أصدر مركز البحوث الجنائية المصرى، عدة تقارير عن وصول عدد المقبوض عليهم من أصحاب مكاتب تيسير الزواج، التى تدفع الفتيات للعمل بالدعارة عام 2014 - 2015 إلى 1098 متهمًا، وكان عدد الضحايا اللاتى لجأن إلى أقسام الشرطة بعد تعرضهن للنصب من مكاتب وهمية للزواج، وصل العام الماضى فقط إلى 2320 حالة. أستاذ علم الاجتماع: الآباء يحتاجون إلى وسائل تربية من جانبه يقول الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادى، إن العالم الافتراضى يفرض نفسه الآن، وبات واقعًا لابد من الاعتراف بوجوده، ولا يوجد طريق للهروب منه، ولابد من التعامل معه بواقعية، وحكمة منعًا لاستغلال الفتيات، لابتزازهن أو ممارسة الرذيلة معهن. وأضاف الخبير الاجتماعى، فى تصريحات ل"المصريون"، أن المجتمع يرفض كل شيء جديد، إلا الزواج عن طريق الإنترنت فرض نفسه وبقوة على المجتمع، بعد انتشار ظاهرة العنوسة. أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادى، أوضح أن الآباء لا يتعاملون مع التكنولوجيا بواقعية، لذلك يحتاجون إلى وسائل للتربية مرة أخرى، بسبب العادات والتقاليد التى يتمسكون بها ويصرون على تنفيذها، رغم تغير الظروف والأحداث، نمط المجتمع، إلا أنهم يرفضون التجديد والاعتراف بالواقع. أستاذ علم اجتماع: «فيسبوك» وسيلة سهلة لاصطياد العريس أما الدكتور عبد الحميد زايد، أستاذ علم الاجتماع، قال إن ظاهرة الإنترنت جزء من وسائل الاتصال الحديثة، والزواج من خلاله أصبح متطلبًا وضرورة من الضروريات العصرية، بشروط محددة، وضوابط تمنع من تعرض الفتيات إلى الوقوع فريسة. وأضاف "زايد" ل"المصريون"، أن الفترة الحالية تطلب من جميع الآباء تغيير نمط التربية وتوعية الأطفال، وضرورة التعامل مع الوسائل الحديثة، موضحًا أن "فيسبوك" ما هو إلا وسيلة سهلة لاصطياد العريس، ثم تبدأ مرحلة الفحص والبحث من البداية مرة أخرى، حتى مرحلة الخطوبة، والتى يتم فيها التمييز بين ما هو حقيقى أو مفتعل. وأوضح أن هناك بعض السلبيات التى يبنى من خلالها الزواج عن طريق "فيسبوك" منها أن يكون كل طرف على علم بالطرف الآخر من مميزاته وعيوبه وكل شخص يحاول أن يبين الأجمل بخلاف الحقيقة، ويكون فى نهايتها الطلاق. «فرويز»: التجربة أثبتت أن غالبية تلك الزيجات تنتهى بالفشل أما الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، قال إن أكثر الأفراد لجوءًا إلى مواقع التواصل الاجتماعى من الشخصيات الانطوائية التى لا تستطيع التواصل بشكل مباشر مع الآخرين؛ مما يجعلهم يتخفون فى وسائل التواصل التى تجعل منهم أكثر جراءة فى مواجهة ومخاطبة الآخرين. وأشار "فرويز"، فى تصريحات، إلى أن آخر إحصائيات عالمية بشأن الزواج عن طريق السوشيال ميديا، أثبتت أن غالبية تلك الزيجات تنتهى بالفشل فى النهاية؛ لأن العلاقة تكون بحسب وصفة سطحية بين الطرفين فى عدم معرفة كل منهما الآخر، فبمجرد أن يلتقى الطرفان، يبدأ كل منهما يكتشف عيوبًا ومساوئ لم يكن يرها من قبل فى الطرف الآخر؛ مما يجعل العلاقة تنتهى بالفشل فى النهاية.