في موجة الغلاء التي نعيشها ويتأثر بها جميع فئات المجتمع ككل، تزداد ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج يوماً بعد يوم، ليس لدى الفتيات فقط بل طال الامر الجميع، حيث عانى منها الرجال لما شهدوه من ضغط كبير عليهم في متطلبات الحياة العملية والأسرية. وفى هذا الصدد رأى عدد من الخبراء النفسيون، أن ظاهرة العنوسة لدى الرجال من أهم عواملها الرئيسية غلاء الأسعار التى شاهدتها البلاد فى الأونة الأخيرة وكأنة بمثابة ناقوس خطر ينذر بعواقب وخيمة على الشباب المقبل على الزواج وسرعان ما يرجع الشاب فى قرار الأرتباط نتيجة للضغوط المادية وعدم ملاحقتة على سد الاحتياجات المتطلب توافرها لإتمام عش الزوجية. ولفت الخبراء، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى ضرورة تروى الفتيات في طلباتهم الخاص بالزواج من أدوات منزلية وغيرها لعدم مقدرة الزوج على شراء فى فترة الغلاء التى نعيشها، علاوة على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية بما يسمى بمنظومة "دعم القرار" وعمل دراسات من شأنها رصد ردود افعال المواطنيين قبل صدور القرار. قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، ان موجة غلاء الأسعار التى تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة سوف تأتى بعواقب وخيمة على نفسية المجتمع بشكل عام والرجال بشكل خاص، حيث تتسبب فى زيادة معدل عنوسة الرجال بشكل ملحوظ لعدم مقدرتهم على سد الإحتياجات المادية المطلوبة. وأوضح فرويز، إلى ما تسمى بمنظومة "دعم القرار" والتى تطبق في الدول المتقدمة، تعمل الدولة بها على أتخاذها قرار مجتمعى هام من خلال عمل دراسة لردود افعال مختلفة لفئات المجتمع حول هذا القرار ومدى استيعابهم له، وبناء عليه يتخذ قرار بتطبيقه أم لا، مطالبًا الجهات المعنية بالسير على نهج تلك الدول حتى يوضع حد ما لظاهرة عنوسة الرجال وغيرها من ظواهر. ووجه استشاري الطب النفسي، نصيحة للشباب المصرى بالتروي في أتخاذ قرار الزواج وعلى الفتيات التخفيف من عبئ المتطلبات على الرجال من شراء شبكة وصالون وغيرها من مستلزمات الشقة التي يمكن الأستغناء عنها في الفترة الحالية. وفى نفس السياق نوهت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث، على ان غلاء الأسعار وارتفاع الأدوات المنزلية بنسبة 10% تعتبر أحد العوامل الرئيسية لزيادة نسبة عنوسة الرجال ، ولكنها ليست كل العوامل لوجود أسباب أخرى في التنشئة لدى الرجال وعدم القدرة على العطاء وتحمل المسؤلية. وأشارت فايد، إلى ضرورة توضيح مفهوم الزواج وان يقام على مناخ ثقافى لتصحيح المفاهيم الخاطئة ووضع قواعد لأختيار شريك الحياة بصورة سليمة، كما يعمل ذلك على بث الثقة لدى الأجيال ورؤيتهم مساوئ الحياة بدون الزواج وتكوين أسرة والعيش فى عزلة. ومن جهة أخرى لفتت الدكتورة مرفت جودة استشاري نفسي، انه يجب على شريكى الحياة التروى فى فهم الزواج ولا يجب أن تبنى العلاقة بين الزوجين على ضرورة شراء الأدوات المنزلية وغيرها، قائلة:" العنوسة بتزيد عشان مفيش فهم لمعنى العلاقة الزوجية نفسها الشريك هو الأهم". وذكرت استشاري الطب النفسي، ان الحل في التخفيف من ظاهرة العنوسة لدى الرجال يمكن في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الزواج ومسؤلياته عن طريق التوعية وخصوصًا في الدراما التي دائماً ما تكبر شبح الزواج ومتطلباته، قائلة:" الزواج استقرار وليس اشياء تشترى".