سبقه أصحاب سلطان يقربون الشعراء ويجزلون لهم العطاء.. يمدحهم الشعراء فينتشون.. يبدع الشعراء كلاماً موزوناً تتغنى به العامة ويعلو به السلطان..الشعر طريق الملوك للوصول إلى قلوب الرعية.. والشعر وسيلتهم لتحقير أعدائهم ومن يزاحمهم على ملكهم.. تصدر الشعراء مجالس خلفاء وأمراء سبقوا عمر.. لم يعد للشعراء مكاناً في مجلس عمر.. وجدوا باب الخليفة موصداً.. يقف الشعراء ببضاعتهم على بابه أياماً فلا يأذن لهم بالدخول.. الخليفة لا تستهويه بضاعتهم .. معدته لا تهضم مدح المادحين وقلبه لا ينشرح لنفاق المنافقين.. ولا يملك الخليفة أن يعطي لشاعر من مال المسلمين.. تعيس من إحترف الشعر في عهد عمر.. " هذا زمانك فقد مضى زمني ".. هكذا كان الشاعر يخاطب العالم في زمن عمر.. يجب أن تنطبق الشروط على من يتصدر مجلس الخليفة التقي..شروطاً حددها وأعلنها الخليفة بنفسه.. " من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال.. يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي اليه..يكون لي على الخير عوناً..يبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها..لا يغتاب عندي أحد..يؤدي الأمانة التي حملها مني ومن الناس..إذا كان كذلك فأهلاً به وسهلا..وإلا.. فلا يصحبني ولا يدخل علي " .. ذهب المنافقون وجاء الصادقون.. غادر أصحاب المصالح وحضر أصحاب الأمانات.. مجلس الخليفة عمر يرتقي ويسمو ولا يخلو مرة من ذكر الموت... مجلس عمر يشبه عمر!!