الشاعر أحمد سويلم بجانب أنه شاعر موهوب، فهو أيضا باحث موهوب، ودارس جيد لتاريخ الأدب العربي، ومن هنا فقد جاء كتابه (الشعراء في مجالس الخلفاء) الصادر عن دار الكتب والوثائق المصرية، متعة لأي قارئ أو مثقف يريد أن يعرف موقف الشعراء عما دار من أحداث في زمانهم، وتشجيع الخلفاء لهم، عندما يستمعون إليهم، ويمنحون من يجيدون الشعر الجوائز، والمنح المالية، ومن هنا يكون المدح لهؤلاء الخلفاء البوابة الملكية للشعراء أن يجيدوا هذا الفن. إنه يصحبنا في رحلة فنية جميلة إلي عالم الشعراء من العصر الجاهلي، مرورا بصدر الإسلام، والعصر الأموي والعباسي، وما تلا ذلك من عصور.. ويتصدر هذا البحث الحديث الشريف: «الشعر كلام من كلام العرب، جزل.. تتحدث به العرب في نواديها، وتسُل به الضغائن بينها».. ويورد ما قاله الجاحظ عن علاقة الحاكم بندمائه وجلسائه.. مثل قوله: «كان ملوك العجم الأول في ذلك وعنهم أخذنا قوانين المُلك، وترتيب الخاصة والعامة، وسياسة الرعية، وإلزام كل طبقة حظها، وكان أردشير بابك أول من رتب الندماء».. ويري أحمد سويلم أن هذه المجالس والأندية علي مر التاريخ العربي، لم يكن لها أن تزدهر وتشتهر، وتخرج الشعراء والأدباء واللغويين والعلماء لولا ترحيب أصحاب السلطان بهم، وحدبهم وإصرارهم علي عقدها، لأنهم ببساطة يحبون الشعر، ويتذوقون الأدب، وربما كان بعضهم شعراء أو أدباء. والكتاب رحلة ممتعة في عالم الشعراء في مختلف عصور التاريخ، حتي خيل إلي أن المؤلف يجعلنا نركب المركبة التي تفتق عنها خيال ه. ج. ويلز (آلة الزمن) التي ننتقل بها عبر الأجيال.. إنها رحلة ممتعة لكل هواة الشعر والأدب، الذين يتذوقون الكلمة الجميلة والشعر الجميل.