بلغت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في العديد من مناطق مصر، ذروتها خلال الأيام الأخيرة، وهو ما دفع المواطنين إلى تنظيم وقفات احتجاجية، ووصل الأمر إلى قطع الطرق وخطوط السكك الحديدية احتجاجًا على انقطاع التيار لفترات طويلة. وقال حزب "مصر الثورة" برئاسة المهندس محمود مهران، إن انقطاع التيار يحدث غالبًا بالمناطق الفقيرة دون الراقية، التى يكون بها الحمل أكبر بسبب المكيفات، مما يمثل انتهاكًا صريحًا واعتداءً على العدالة الاجتماعية التى طالبت ثورة 25 يناير بتحقيقه. وحذر فى بيان من أن تكرار مثل هذه الأمور قد يؤدى إلى احتمال قيام ثورة ضد الظلام لا يمكن تداركها، مشيرًا إلى أن الثورة القادمة لن ترحم أحدًا. من جهته، أكد المهندس السيد نجيدة، رئيس قطاعات توزيع الكهرباء بشركة القناة، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة بالبرلمان "المنحل" ل"المصريون"، أن هناك أزمة كهرباء حقيقية فى مصر ترجع لعدة أسباب أهمها: نقص الوقود والغاز والمازوت والسولار، مما يتسبب فى تعطل محطات توليد الكهرباء عن العمل مع غياب الاحتياطى، فى ظل عجز وزارة البترول عن توفير كميات الوقود اللازمة لشبكات الكهرباء، وهو ما يعكس إهمال جسيم من جانبها يصل إلى حد التعمد لإحداث أزمة. وأضاف أن هناك محطات توليد كهرباء معطلة لغياب الصيانة الدورية عنها، وبالتالى أثر ذلك على الطاقة المنتجة، وتعذر مد خطوط التيار الكهربائى لبعض المناطق نتيجة اعتراض بعض الأهالى لزرع الأعمدة الكهربائية فى أراضيهم، بجانب سوء الاستخدام من قِِبل بعض المواطنين من خلال الإسراف فى الاستهلاك الكهربائى، والإقبال على تشغيل التكييفات بشكل مكثف، حيث يوجد فى مصر الآن 6 ملايين جهاز تكييف، كما شاركت السرقات والتعديات ومد الكهرباء إلى الأبنية غير القانونية فى تعميق الأزمة. وأوضح نجيدة أن مجرد وجود أزمة فى الكهرباء فى مثل هذا الوقت من العام مع حلول شهر رمضان يعكس ضعف أداء الحكومة من خلال غياب الأمن وبالتالى حدوث سرقات، وعدم الاستعداد لمواجهة الأزمة فى الكهرباء، رغم علمها باحتمالية زيادة الأحمال خلال هذا الوقت شديد الحرارة، وغياب تمويل وزارة البترول، رغم إعلان وزير البترول عن وجود وقود يكفى لنهاية شهر رمضان وهو ما لم يحدث، وبالتالى فهى حكومة أقوالها غالبًا ما تخالف أفعالها. وقال: هذه العوامل مجتمعة تؤكد شبه تعمد لخلق الأزمة، فكان من المفترض التهيؤ من جانب الحكومة للتعامل مع أزمة كهذه من خلال مد وزارة المالية لوزارة البترول بالأموال اللازمة لتغطية متطلباتها من مواد الطاقة، ولكن الموازنة تابعة للجيش وهو ما يعكس عوج السياسات. وبين نجيدة أنه اجتمع بوزير الكهرباء والطاقة حسن يونس، وتم الاتفاق على البدء فى حملة إعلامية لتوعية الناس بترشيد استهلاك الكهرباء، كما اقترح استغلال الربط بين الدول العربية ومصر؛ للتغلب على المشكلة وخاصة فيما يخص السعودية، حيث تمد مصر باحتياجاتها نهارًا، ويحدث العكس ليلاً، مبينًا أنه موضوع محل دراسة وسوف يتخذ بخصوصه قرارًا فى القريب العاجل. وردًا على بعض الشائعات بقطع الكهرباء عن بعض المستشفيات، قال نجيدة: إن بعض المؤسسات الحيوية لا يمكن فصل الكهرباء عنها مثل المستشفيات والسجون، موضحًا أن كل هذه الوحدات يوجد بها مصدر بديل للكهرباء توفره الوزارة؛ لمواجهة حالات الطوارئ، لكنه للأسف لا تحدث له عمليات صيانة دورية.