قال الله تعالى فى كتابه العزيز "ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم" صدق الله العظيم وهو القائل تعالى"وأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغنى عنه ماله إذا تردى" صدق الله العظيم. إن العمل التطوعى هو العمل الذى يقومون به أفراد المجتمع لدوافع ذاتية وإنسانية بدافع من اعتقاد به أو دافع أخلاقى وهو ما يبذله الفرد بهدف تقديم الخدمات الاجتماعية أو الإغاثية أو التربوية أو التنموية بلا أجر سواء كان ما يبذل علمًا أو مالاً أو وقتًا أو جهدًا بدنيًا مما يملكه الفرد ويحتاجه الآخرون وأن أخلاقنا العربية التى وسمتنا بسماتها وهى توجه خطواتنا إلى طريق الخير ومساعدة المحتاجين تدفعنا دفعًا عبر قناعات فكرية وثقافية بضرورة العمل التطوعى وخصوصًا فى المجتمعات العربية التى تفرجت فى التراخم والتكافل وهى من رسمت قواعد العدالة الاجتماعية وقدمت للإنسانية نماذج رائعة للتكافل الاجتماعى برز فيها دور العمل التطوعى كترجمة لمعانى الخير فى الإنسان بهدف معاونة الإنسان لسد حاجاته وحل مشكلاته ومع توسع العمل التطوعى احتاج العمل إلى حسن إدارة وتنظيم فأنشأت الجمعيات والمؤسسات التطوعية لتتفرغ لمتابعة الأسر المعوذة وأفراد المجتمع المحتاجين لخدمات هذه المؤسسات والقيام بدورها فى رفع مستوى المجتمع من خلال التكافل الاجتماعى والعمل التطوعى حتى تطورت وترعرت وتكاثفت فى قيادة العمل التطوعى من باب وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان. وخلال هذا الأسبوع الماضى نظمت الجمعية المصرية للعمل التطوعى برئاسة المهندس تامر وجيه مؤتمرًا بعنوان نتطوع لخدمة المجتمع وحضره 18 دولة عربية، وتم تكريم 10 شخصيات عربية بما لهم دور بارز فى الخدمات التطوعية وقد تم تكريم الداعية "عمرو خالد " من مصر رئيس جمعية صناع الحياة، وقد ألقى كلمة نالت إعجاب الحاضرين أبرز فيها دور وأهمية العمل التطوعى فى مصر، وكيفية التعامل مع الدول العربية لنشر ثقافة العمل التطوعى. وبالتأكيد وجود رموز محترمة على رأس العمل توجه اهتمامات الشباب لأهمية العمل التطوعى وأيضًا لا يفوتنى مجهود الاتحاد العربى للعمل التطوعى والمكتب التنفيذى الذى يضم مصر ويمثلها المهندس تامر وجيه والسودان هشام الريبة، نائب رئيس الاتحاد، ولبنان محمد جنون والإمارات سحر والاتحاد برئاسة الشيخة منى بنت سحيم من قطر، ويعمل هذا الاتحاد على نشر ثقافة العمل التطوعى عربيًا من خلال تبادل خبرات الدول فى مجال العمل التطوعى. وظهر هذا بقوة من خلال ورش العمل وحضور الشخصيات السياسية والفنية مثل الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء السابق، والفنانين سامح الصريطى وطارق الدسوقى وعصام شاهين والعديد من رجال الأعمال المصريين والعرب. هذا وقد شملت فعاليات المؤتمر توقيع العديد من البروتوكلات بين الاتحاد العربى للعمل التطوعى ويمثله السيد يوسف الكاظم، الأمين العام للاتحاد، الرجل الذى يسعى بكل جهد لنشر ثقافة العمل التطوعى عربيًا فقد وقع مع السيدة "أوليفيا" مدير إدارة التطوع بالأمم المتحدة، وأيضًا وقع بروتوكول رخصة المتطوع مع الدكتور خالد من السعودية بالإضافة إلى إنشاء مرصد عربى يتولى مسئوليته دولة اليمن. هذا وأخيرًا تتولى مصر تنفيذ مشروع "عشرة عشرين" وهى فكرة كيفية الاهتمام بالطلائع ومن وجهة نظرى أن هذا المؤتمر من حيث الشكل والمضمون والهدف والرسالة التى يريد إرسالها لكل فئات المجتمع المصرى والعربى وهى العمل الجماعى على نشر ثقافة العمل التطوعى عربيًا فقد وصلت من خلال تنظيم هذا المؤتمر.