تواصل النيابة العامة تحقيقاتها في واقعة اتهام عدد من أمناء شرطة المباحث بقسم الأميرية، بتلقي رشاوى وشهريات مالية من تجار مخدرات وأصحاب دواليب الكيف، نظير إمدادهم بمعلومات عن مواعيد الحملات والمداهمات للإفلات من قبضة الشرطة. وفجر مصدر قضائي مفاجأة مدوية، مؤكدا أن التحقيقات كشفت أن ثلاثة من أمناء الشرطة المتهمين والمحبوسين على ذمة القضية، سبق اتهامهم وحبسهم في القضية الشهيرة والخاصة بمقتل «مجدى مكين»، وهم "محمود.ح"، "محمد.س"، "عبد الغني.م"، وتبين أن النيابة صنفتهم كشهود إثبات ضد زملائهم. وواجهت النيابة العامة أمين الشرطة المحبوس، "عبد الغني.م"، بتحريات مكافحة المخدرات حول حصوله على مبالغ شهرية من تجار المخدرات بدائرة قسم شرطة الأميرية، فأجاب: "إزاى هاخد شهريات وأنا كنت محبوس في قضية مجدي مكين"، قبل أن تثبت النيابة تلك الملحوظة خلال محضر التحقيق. من جديد فحصت النيابة قائمة بأسماء أمناء الشرطة الواردة بالورقة التي عثر عليها بحوزة أحد تجار المخدرات، وتبين أن منهم مسئول العهدة بالقسم، واعترف أمين الشرطة "محمود.ح" على 10 من زملائه أمناء الشرطة، وأوضح أن بعضهم وصلت رشوته في الأسبوع الواحد إلى 1500 جنيه. أضافت المصادر حسب ما نشر في موقع "التحرير"أن أمين الشرطة المتهم "ه.أ.ع"، من وحدة مباحث القسم، اعترف عليه زميله "عبد الغني.م"، وأكد أن دواليب المخدرات كثرت وذاع صيتها إبان عهد المقدم "محمد.ب"، رئيس مباحث القسم السابق، وكان الأمين على دراية بتعامل زملائه مع أصحاب دواليب الكيف. و استكمل المصدر موضحا أن أحد أمناء الشرطة ممن صدر بحقهم قرار بالضبط والإحضار، سلم نفسه قبل يومين للنيابة قرابة الساعة الثامنة، ورفض إجراء التحقيق معه بسبب ما وصفه بتعنت النيابة معه وزملائه بالقضية، قبل أن يخاطب وكيل نيابة حوادث غرب القاهرة، رئيس النيابة الكلية الذي أخطر بدوره المحامي العام الأول للنيابات، وأمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، على ذمة أقواله السابقة، التى استمعت فيها النيابة له على سبيل الاستدلال وأخلت سبيله حينئذٍ على ذمة القضية، لتأمر بعدها بضبطه وإحضاره، بعد استكمال التحقيقات. وتسلمت النيابة محضر تحريات صادرا من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مذيلا بتوقيع اللواء أحمد عمر، مدير الإدارة، أكدت فيه التحريات التي أوردها المقدم محمود الطيب، الضابط بالإدارة، أن 12 أمين شرطة يتلقون رشاوى وشهريات من أصحاب دواليب المخدرات، من أصل وإجمالي 55 اسما من أمناء الشرطة ممن وردت أسماؤهم بورقة بحوزة أحد المتهمين بالاتجار فى المخدرات. ونوهت التحريات بأن غالبية المتعاملين من أمناء الشرطة مع تجار الكيف بالأميرية، ممن كان يعمل بالوردية الليلية. وخاطبت النيابة العامة مصلحة الأمن لتشكيل لجنة للفحص والتحري حول ما جاء بمحاضر تحريات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خصوصا بعد اعتراف أحد المتهمين من تجار المخدرات بتعاملهم مع أمناء شرطة وضباط بمكتب مكافحة المخدرات، بالإضافة لتعاملهم مع أمناء وضباط مباحث قسم شرطة الأميرية. وبالفعل تم تشكيل فريق أمني ترأسه اللواء أحمد الأعصر مدير فرع بحث بالأمن العام، والذي أكد في خطاب أرسله إلى النيابة نزاهة اللواء غالب مصطفى مدير مكتب مكافحة المخدرات بالقاهرة، والرائد وائل عرفان، الضابط بمكتب مخدرات القاهرة، والرائد كريم عماد، معاون مباحث الأميرية والمقدم محمد بهاء، رئيس مباحث قسم شرطة الأميرية السابق. وليد البسطاويسي وشهرته «وليد البرادعي»، اسم جديد من تجار مخدرات منطقة الأميرية، تحقق النيابة العامة في ورقة عثر عليها معه أثناء تفيش مسكنه، مدونا بها قائمة بأسماء وشهريات أمناء الشرطة، خصوصا من الوردية الليلية بمباحث القسم. خيوط الواقعة تكشفت لدى أجهزة الأمن خلال التحقيق فى قضية اتجار بالمخدرات، حيث استصدرت نيابة الأميرية قرارا بضبط وإحضار 8 من تجار المخدرات في ضوء تحريات أمنية أشارت إلى قيامهم بالاتجار في المخدرات، وخلال تنفيذ قرار النيابة العامة، ألقي القبض على أحد المتهمين ويدعى «داوود»، 35 سنة، وأثناء تفتيش مسكنه عثر على ورقة مدون بها قائمة بأسماء أمناء شرطة بقسم الأميرية وشهريات يتحصلون عليها من عصابة «داوود»، بجانب كميات كبيرة من المواد المخدرة بلغت نحو 20 طربة حشيش، وكميات هائلة من أقراص التامول، المدرجة بجداول المخدرات. وأمرت النيابة العامة بضبط وإحضار 12 أمين شرطة، 8 من بينهم سلموا أنفسهم للنيابة في حين ألقي القبض على اثنين آخرين، ويتبقى اثنان آخران هاربان، وهما "أيمن عبد.ا"، "محمد.ح". وكشفت التحقيقات أن واقعة تلقى أمناء الشرطة الشهريات من تجار المخدرات كانت خلال الفترة من 1 يناير 2017 وحتى شهر أغسطس من العام ذاته.